اضطرابات الشهية لدى المراهقين: الأسباب وطرق التحسين

مقدمة

خلال فترة المراهقة، يمر الأفراد بتغيرات جسدية ونفسية واجتماعية مهمة، يمكن أن تؤثر هذه التغييرات على عادات الأكل والشهية. في حين أن فقدان الشهية المؤقت شائع في هذه المرحلة، إلا أنه قد يكون مؤشرًا على مشكلة أساسية تستدعي القلق.

متى يجب القلق بشأن فقدان الشهية لدى المراهقين؟

من الطبيعي أن يشعر المراهقون بنقصان الشهية في بعض الأوقات، وقد يتغير نظامهم الغذائي المعتاد. ومع ذلك، إذا استمر فقدان الشهية لفترة طويلة أو كان مصحوبًا بفقدان الوزن المفرط، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة. وفقًا للدكتورة ليليان أبلان رولدان، أستاذة طب الأطفال بمؤسسة أدفينت هيلث الطبية، فإن فقدان الوزن لدى المراهقين شائع بسبب زيادة الطول والنشاط البدني المرتفع. ومع ذلك، فإن فقدان الشهية والوزن إلى جانب الأعراض الأخرى قد يكون مدعاة للقلق.

أسباب فقدان الشهية لدى المراهقين

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في فقدان الشهية وفقدان الوزن لدى المراهقين، منها:

ضغط الأقران

يمكن أن تؤثر معايير الجسم التي يحددها الأقران على نظرة المراهقين لذاتهم، مما يؤدي إلى ضغط للامتناع عن تناول الطعام وفقدان الوزن.

التوتر والقلق

يمكن أن يعاني المراهقون من التوتر والقلق بسبب الضغط الأكاديمي وصعوبات التعلم والمشكلات الاجتماعية، مما قد يؤثر على شهيتهم.

الاكتئاب والاضطرابات النفسية

الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات الصحة النفسية الأخرى قد يعانون من تغييرات في الشهية، بما في ذلك فقدان الشهية ونقص الوزن.

اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي، يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن الشديد وسوء التغذية، غالبًا مدفوعة برغبة المراهق في الظهور بمظهر نحيف.

الأمراض الجسدية

يمكن أن يكون فقدان الشهية ونقص الوزن أيضًا من الآثار الجانبية لبعض الحالات الطبية، مثل التهاب المعدة والأمعاء أو تعاطي المواد المخدرة.

طرق تحسين الشهية لدى المراهقين

بعد استبعاد أي حالات طبية أو نفسية أساسية، يمكن للأمهات اتخاذ خطوات لتحسين شهية أطفالهن المراهقين، منها:

التواصل الفعال

استمعي لابنك المراهق وحاولي فهم مخاوفه، وإذا كان غير مرتاح للتحدث معك، فاستشيري طبيبًا أو معالجًا نفسيًا.

التغييرات الغذائية

قسِّمي الوجبات إلى وجبات أصغر وأكثر تكرارًا، وجربي تقديم أطعمة ذات سعرات حرارية عالية ومغذية، مثل العصائر والمشروبات البروتينية. تجنبي الأطعمة المصنعة عالية السكر والدهون.

ممارسة الرياضة

تشجعي طفلك على ممارسة التمارين الرياضية، حيث يمكن أن يساعد النشاط البدني على زيادة الشعور بالجوع وتحسين الحالة المزاجية.

التثقيف حول الوزن الصحي

ناقشي مع طفلك المراهق مخاطر عدم تناول ما يكفي من الطعام، وأطلعه على الفرق بين الوزن الصحي والوزن المثالي.

وتذكري أن التغيرات الهرمونية والعاطفية يمكن أن تساهم في اضطرابات الشهية لدى المراهقين، لكن تعزيز الحوار المفتوح والتثقيف حول التغذية الصحية يمكن أن يساعد على تحسين الشهية والحفاظ على وزن صحي.