ضرر لا يمحوه الزمن.. كيف يتغير عقل طفلك مع كل وجبة سريعة؟

الأضرار الدائمة للوجبات السريعة على دماغ المراهقين

حذرت دراسة حديثة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا من تأثير خطير للوجبات السريعة على ذاكرة المراهقين، حيث وجد الباحثون أن تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسكريات يضعف الذاكرة بشكل دائم، منذ مرحلة المراهقة وحتى ما بعدها.

الذاكرة المتضررة

أظهرت دراسة سابقة من جامعة أوهايو وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالسكريات والدهون لمدة 4 أسابيع والإصابة بمرض ألزهايمر. وبالمثل، اكتشفت دراسة جامعة جنوب كاليفورنيا أن الوجبات السريعة تقلل مستويات ناقل عصبي يسمى أستيل كولين، والذي يلعب دورًا حيويًا في الذاكرة والتعلم والانتباه.

آثار طويلة المدى

ركزت دراسة جامعة جنوب كاليفورنيا على فئران صغيرة لتتبع تأثير نظام غذائي غني بالدهون وقليل البروتين على أدمغتهم. وبعد 60 يومًا، وجد الباحثون أن الفئران التي تناولت الوجبات السريعة واجهت صعوبات في تذكر العناصر الجديدة في مشاهد مألوفة، على عكس الفئران التي تناولت طعامًا صحيًا.

الأكثر من ذلك، حتى عندما غير الباحثون نظام الفئران الغذائي لاحقًا إلى نظام صحي، ظلت التشوهات العقلية وتلف الذاكرة قائمة. ويشير هذا إلى أن الأضرار الناتجة عن الوجبات السريعة لا يمكن إصلاحها حتى مع تحسين النظام الغذائي لاحقًا.

ما وراء الذاكرة

لا تقتصر آثار الوجبات السريعة على الذاكرة فقط. فقد وجدت دراسات أخرى أن الاستهلاك المفرط للسكر لدى الأطفال يؤدي إلى نشاط حركي مفرط وعجز في التعلم والتذكر وأعراض تشبه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).

الوقاية: الحد من السكر

لتجنب هذه العواقب، من الضروري الحد من استهلاك السكر في مرحلة المراهقة. توصي منظمة الصحة العالمية الأطفال والمراهقين في 60 دولة بتناول أقل من 24 جرامًا من السكر يوميًا. ومع ذلك، فإن الأطفال في جميع أنحاء العالم يستهلكون ضعف هذه الكمية.

نصائح للآباء

يكافح الآباء في كثير من الأحيان لمنع أطفالهم من الإفراط في تناول السكريات. إليك بعض النصائح التي قد تساعد:

• كن صبورًا ومثابرًا: قد يكون الأمر صعبًا، خاصةً مع السكريات الإدمانية.
• قدم بدائل صحية: قدم لطفلك مصادر طبيعية للسكر مثل الفاكهة والعصير بدلاً من الحلوى المعالجة.
• اجعل المنزل خاليًا من السكر: حاول إبعاد الأطعمة والمشروبات السكرية عن متناول يد طفلك.
• تواصل مع مدرسته: اشترك مع مدرسة طفلك لتشجيع عادات الأكل الصحية.

وتذكر أن السكر ضروري لعمل دماغ طفلك، لكن الاعتدال ومصادر السكر الطبيعية هي المفتاح لنمو صحي ومستقبل خالٍ من الأمراض.