مختصون : المجتمع التونسي في حالة انكار أن السمنة مرض ومن الخطأ الاعتقاد أنها نمط حياة اختياري للانسان

السمنة في تونس: نظرة مجتمعية خاطئة

لطالما كان المجتمع التونسي بطيئًا في الاعتراف بالسمنة كمرض يصيب الإنسان، وغالبًا ما يقابل مرضى السمنة بالسخرية والتندر. يسود اعتقاد خاطئ بأن السمنة هي مجرد نمط حياة اختياري نتيجة نقص الاهتمام بالصحة. إلا أن الطبيب بشير بن راضية حذر من مخاطر هذا المرض، مؤكدًا أنه ليس خيارًا شخصيًا بل حالة مرضية يمكن أن تؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة.

العوامل المسببة للسمنة وتقديراتها

وفقًا لتقرير أطلس السمنة العالمي، من المتوقع أن تصل نسبة الإصابة بالسمنة في تونس إلى 46٪ في غضون السنوات التسع المقبلة، مع زيادة سنوية قدرها 2.5٪ من إجمالي السكان. ووفقًا للبيانات الرسمية، بلغت نسبة المصابين بالسمنة ممن تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر 26.6٪ في عام 2016، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 36٪ بحلول عام 2030.

هناك عوامل متعددة تساهم في الإصابة بالسمنة، بما في ذلك العوامل الوراثية والخلل الجيني ونقص النشاط البدني والتغذية غير الصحية. قد تلعب العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية أيضًا دورًا في زيادة الوزن. كما أدى نمط الحياة الخاملة وزيادة استهلاك الأطعمة الغربية إلى تفاقم مشكلة السمنة في تونس.

العلاج متعدد التخصصات لأفضل النتائج

يدعو الأطباء إلى علاج متعدد التخصصات للسمنة، يجمع بين جهود أطباء النفس والغدد الصماء وجراحي السمنة. يمكن أن يكون العلاج الدوائي أيضًا خيارًا فعالاً في بعض الحالات، ولكن لا ينبغي الاعتماد عليه وحده. كما أن المتابعة الطبية المستمرة ونظام غذائي صحي ونمط حياة مناسب أمر ضروري لنجاح العلاج على المدى الطويل.

الجراحة كأحد خيارات العلاج

بالنسبة لبعض مرضى السمنة، قد تكون الجراحة ضرورية لإنقاص الوزن بشكل كبير. ويشمل ذلك إجراءات مثل تحويل مسار المعدة وقص المعدة. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الجراحة ليست حلاً سحريًا ويجب إجراؤها فقط تحت إشراف فريق طبي ذي خبرة.

زيادة الوعي بأهمية الوقاية

من أجل مكافحة السمنة بشكل فعال، من الضروري زيادة الوعي بمخاطرها وعواملها المسببة. يجب على المجتمع التونسي أن يتخلى عن نظرة السخرية تجاه مرضى السمنة وأن يتبنى موقفًا أكثر تفهماً وداعمًا. كما يجب تشجيع الوقاية من السمنة من خلال الترويج لنظام غذائي صحي ونمط حياة نشط.