لا مغربي ولا جزائري صرف.. ما أصل وفصل القفطان؟

أصل القفطان: جدل بين المغرب والجزائر

إن النقاش حول أصل لباس القفطان، وما إذا كان مغربيًا أم جزائريًا، لا يكاد ينتهي بين البلدين الجارين. وقد تصاعد هذا الجدل مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتشارك المستخدمون صورًا للفنانين والمشاهير الذين يرتدون هذا الزي التقليدي، مما يؤدي إلى جدالات حول نسب القفطان وفصله.

وفقًا للأستاذ المتخصص في علم الجماليات، موليم لعروسي، فإن الصراع بين المغرب والجزائر حول القفطان ليس جماليًا في الأصل، بل سياسي، وقد تغذى عليه الاستعمار الفرنسي. ويرجح أن يكون أصل القفطان تركيًا، وأن سكان المغرب الكبير كانوا يرتدون لباسًا يشبه الإحرام بدون خياطة، لكن لاحقًا تم تطوير هذا اللباس في المغرب بشكل أكبر بسبب التطور الذي شهدته المدن المغربية.

أصل القفطان: ما بين المغرب والجزائر

يعتقد لعروسي أن الشكل الحالي للقفطان هو مغربي، وأن ما يوجد في الجزائر، على جماليته، هو نسخة منه. ويرجع هذا الاختلاف إلى عدم تمكن الجزائر من إدخال تعديلات على هذا الزي بسبب الاستعمار الفرنسي. ويخلص إلى أن القفطان تطور في بلد دون الآخر، فكانت الطريقة الأكثر تطورًا هي الأكثر طلبًا.

وفي ذات السياق، يرى الأستاذ محمد الأمين بلغيث، المؤرخ والأكاديمي من الجزائر، أن مواقع التواصل الاجتماعي تصب الزيت على النار من أجل إشعال الفتنة بين البلدين الجارين بهدف تحقيق الربح المادي. ويؤكد ظهور القفطان في الجزائر في حدود عام 1515، ويتحدث عن التمازج والتلاقح بين ألبسة المغرب العربي المختلفة.

القفطان: تراث مغاربي مشترك

يدعو بلغيث إلى اعتبار القفطان تراثًا ماديًا مسجلاً لدى اليونيسكو باسم المغرب والجزائر وتونس وليبيا، وعدم تأجيج العواطف من خلال هذا الجدل الذي لا ينتهي. ويؤكد أن القفطان يمتد إلى تونس والجزائر وفاس وطنجة وغيرها من المدن المغاربية القديمة، وأن لكل مدينة ميزة في إنتاج لباسها الخاص. ويشير إلى التأثير الكبير للباس الأندلسي على القفطان، والذي أضفى عليه طابعًا خاصًا جدًا.

ويختم بلغيث قائلاً إن القفطان مغاربي، ويجب البحث عما يجمع البلدين لا عما يفرقهما، والتوقف عن هذا الجدل حول ملكية القفطان. ويدعو إلى إبعاد المؤثرين الذين يبحثون عن الربح المادي عن طريق إشعال هذا الجدل، والتركيز على حلم المغرب العربي الكبير الذي كان يجمع بين أحلام الرجال الكبار في يوم من الأيام.