في الذكرى الـ19 للانسحاب السوري: محطات وأحداث من الدخول حتى الجلاء
لمحة تاريخية على التدخّل السوري في لبنان
في ذروة الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، دخلت القوات السورية لبنان تحت غطاء وقف الصراع بين منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل اللبنانية. ومع الاتفاق على وقف إطلاق النار، أقرت الجامعة العربية توسيع قوة حفظ السلام إلى قوة كبيرة يغلب عليها السوريون، ما منحهم غطاءً عربيًا لتدخلهم العسكري. بحلول عام 1977، بسطت سوريا نفوذها على معظم لبنان، لكن الجبهة اللبنانية أخرجت القوات السورية من بعض المناطق المسيحية.
خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، استمرت سوريا في السيطرة على لبنان من خلال دعم حلفائها، والتدخل في الصراعات المحلية، وإبرام الاتفاقات التي عززت نفوذها. ففي عام 1985، سمحت اتفاقية ثلاثية للجيش السوري بالبقاء في لبنان ومنحته نفوذاً قوياً. ومع فشل انتخاب رئيس جمهورية عام 1988، اندلعت حرب التحرير بين القائد العسكري ميشال عون والجيش السوري.
انسحاب تدريجي تحت ضغط دولي
بعد حرب الخليج الأولى، حصلت سوريا على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لقمع معارضة عون، ما أدى إلى اجتياح بعبدا عام 1990. وأعقبت ذلك معاهدات عززت السيطرة السورية على لبنان، وأعطت سوريا مسؤولية حماية البلاد من التهديدات الخارجية.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ النفوذ السوري يواجه انتقادات ومعارضة شديدة. وفي عام 2000، أطلق المطارنة الموارنة نداءً لإنهاء الوجود السوري، تلاه تحالف شخصيات وأحزاب معارضة (لقاء قرنة شهوان). وفي عام 2004، صعّد وليد جنبلاط المعارضة، ونسق مع قرنة شهوان وتأسس لقاء البريستول، وهو تحالف معارض أكبر للوجود السوري.
انتفاضة الاستقلال وجلاء القوات السورية
بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، اندلعت انتفاضة شعبية واسعة النطاق (انتفاضة الاستقلال) للمطالبة بانسحاب القوات السورية. وفي 5 مارس، أعلن الرئيس السوري سحب جيشه من لبنان. وفي 26 أبريل، غادر آخر جندي سوري البلاد.
تراجع الدور السوري واستمرار تأثيره
على الرغم من انسحابها رسميًا، ظلت سوريا تمارس نفوذًا كبيرًا في لبنان خلال السنوات الأولى من الخروج، لكنه بدأ يتراجع تدريجيًا بعد اندلاع الثورة السورية. ومع غياب النظام السوري، تقلد حزب الله زمام الأمور في لبنان، وحاول إعادة بعض الحلفاء السوريين إلى الحياة السياسية، لكنهم ظلوا ضعفاء. كما يشكل وجود أكثر من مليوني ونصف المليون نازح سوري في لبنان تحديًا جديدًا وخطرًا على النسيج اللبناني.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً