غزة وأوكرانيا وإيران وإسرائيل وغيرهم... هل اقتربت الحرب العالمية الثالثة؟
هل تقترب الحرب العالمية الثالثة؟
تتجه الأحداث الأخيرة في العالم إلى زيادة المخاوف بشأن احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة. حذر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في وقت سابق من هذا العام من أن العالم قد يدخل في دوامة حروب تشمل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران في السنوات الخمس المقبلة، قائلاً إننا "ننتقل من عالم ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب".
أدت الحرب في غزة وأوكرانيا وتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل إلى تفاقم القلق، حيث ينظر البعض إلى التدخل المتزايد لقوى العالم المختلفة في هذه الأزمات على أنه مؤشر على احتمال نشوب صراع عالمي.
هل نحن على عتبة حرب عالمية ثالثة؟
يرى بعض الخبراء أن خطر الحرب العالمية الثالثة غير وارد. يقول هيو لوفات، الزميل السياسي البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "الأخبار السارة هي أننا لا نتجه نحو حرب عالمية ثالثة".
ويوضح لوفات أن الصراعات والتوترات في ساحات مختلفة، مثل أوكرانيا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي، منفصلة وغير مرتبطة في الوقت الحالي. على الرغم من أن حرب غزة أثرت على المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة المتحدة، من خلال هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر وتأثيرها على التجارة العالمية، فإن هذه المخاطر ليست وجودية.
ومع ذلك، يشير لوفات إلى أن الحروب الحالية تضغط بشدة على النظام الدولي وتتسبب في تآكله وانهياره.
في المقابل، ترى ديبورا هاينز، محررة الأمن والدفاع في سكاي نيوز، أن احتمالات اندلاع شرارة تشعل حربًا عالمية ثالثة قائمة بالفعل بالنظر إلى حجم الاضطرابات التي تضرب أجزاء من العالم، ولا سيما الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وتضيف: "هذا لا يعني أن التصعيد إلى مواجهة عالمية أمر لا مفر منه، لكن يمكن القول إنه أكثر احتمالًا الآن من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الأخيرة".
وتشير هاينز إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل قد يكون له تأثير عالمي كبير، حيث تحظى طهران بدعم روسيا وعلاقات وثيقة مع الصين، بينما تحظى إسرائيل بدعم الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية.
أما بالنسبة لحرب أوكرانيا، تقول هاينز إن نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب قد يشجعه على اختبار قوة الناتو من خلال غزو دولة عضو.
وتضيف: "ومرة أخرى، سيؤدي هذا إلى نشوب حرب مباشرة بين موسكو الاستبدادية، المسلحة من قبل إيران وكوريا الشمالية والمدعومة من الصين، والدول الغربية".
وتضيف هاينز أنه إذا انتصرت روسيا على القوى الغربية، فقد يزيد ذلك من تصميم الصين على الوفاء بتعهدها بإعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي بأي وسيلة ممكنة. ومن المحتمل أيضًا أن تؤدي هذه الخطوة إلى جر آسيا إلى صراع واسع النطاق.
تعريف الحرب العالمية الثالثة
يقول إدوارد آر أرنولد، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI): "أعتقد أن الناس بحاجة حقًا إلى فهم ماهية معاهدة شمال الأطلسي، التي تشكل أساس منظمة حلف شمال الأطلسي".
ويقول أرنولد إن عامة الناس يسيئون فهم المادة الخامسة من المعاهدة، والتي تنص على عدّ الهجوم على أحد الأعضاء بمثابة هجوم على الجميع. ويضيف: "لا تعني هذه المادة بالضرورة تصعيدًا عسكريًا ضد الدولة التي شنت الهجوم. هناك إجراءات عديدة لتهدئة الأمور، وإذا لم نتبع هذه الإجراءات واتخذنا قرارات بناءً على سوء فهمنا، فقد يدفعنا ذلك إلى حرب غير مبررة".
وفقًا للدكتور لويجي سكازييري، الباحث في مركز أبحاث الإصلاح الأوروبي، فإن تعريف الحرب العالمية الثالثة يعتمد على السياق. ويقول: "الصراع المحتمل بين إيران وإسرائيل لديه القدرة على التوسع إلى كارثة عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط، سيكون لها تداعيات عالمية".
ويضيف: "في هذه الحالة، من شبه المؤكد أن الولايات المتحدة ستنجذب إلى جانب إسرائيل، وقد تفعل دول غربية أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة، الشيء نفسه ولكن بدرجة أقل". ومع ذلك، فإن مشاركتهم ستكون محدودة ولن تكون هذه حربًا عالمية ثالثة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن روسيا والصين لا تستطيعان تحمل تداعيات دعم إيران.
يشير سكازييري إلى أن التأثير الأساسي لمثل هذا الصراع على أوروبا سيكون اقتصاديًا في المقام الأول، من خلال المزيد من الاضطرابات في تدفقات الطاقة والتجارة. ويضيف أن المسار الأساسي لسيناريو الحرب العالمية الثالثة هو صدام غربي مباشر مع روسيا، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو سيكون أكثر ترجيحًا إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية المقبلة وقوّض حلف شمال الأطلسي، مما قد يغري فلاديمير بوتين بمهاجمة دول البلطيق.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً