الصومال.. استعدادات مكثفة لانسحاب «أتميس»
الصومال يستعد لمرحلة ما بعد انسحاب بعثة الاتحاد الأفريقي (أتميس)
في ظل اقتراب موعد انسحاب بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أتميس) من الصومال نهاية العام الجاري، تُجرى ترتيبات مكثفة في البلاد لضمان الاستقرار والأمن في مرحلة ما بعد الانسحاب. وتدعو الحكومة الفيدرالية الصومالية إلى نشر قوة متعددة الجنسيات بقيادة الاتحاد الأفريقي لتحل محل بعثة أتميس، بالإضافة إلى تسريع إنشاء قوات الأمن الصومالية لضمان تحملها المسؤوليات بشكل فعال.
في هذا السياق، يبرز قلق الخبراء بشأن احتمال عودة حركة الشباب الإرهابية إلى المناطق التي طُردت منها بعد خروج قوات بعثة أتميس. فقد لعبت بعثة الاتحاد الأفريقي دورًا رئيسيًا في دعم قدرات الجيش الصومالي في مواجهة التحديات الأمنية، ومنع الحركة من استعادة سيطرتها على بعض المناطق. ومن هنا تأتي المطالبات بنشر قوة متعددة الجنسيات بقيادة الاتحاد الأفريقي.
تفاصيل قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات
بحسب التقديرات الأولية، قد يتراوح قوام القوة المتعددة الجنسيات بين 3000 و8000 جندي، وسيكون دورها محدودًا ويتركز بشكل أساسي على تأمين المنشآت الحكومية والبعثات الدبلوماسية.
دور بعثة أتميس في الصومال
يُنظر إلى بعثة أتميس التي استمرت لمدة 17 عامًا في الصومال على أنها حققت نجاحًا كبيرًا في ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد. فقد ساهمت في منع حركة الشباب من استعادة سيطرتها على العديد من المناطق، وضربت ضربات عسكرية موجعة على معاقل الحركة. ويرى الخبراء أن بعثة أتميس ساندت بقوة عمليات الجيش الصومالي ضد معاقل الحركة، مما ساعد على تطهير بعض المناطق وطرد مقاتلي الشباب منها.
ومنذ عام 2022، بدأت بعثة أتميس بتسليم قواعد عملياتها تدريجيًا إلى الحكومة الصومالية. فحتى الآن، تم تسليم حوالي 7 قواعد، كما انخفض قوام البعثة من 22 ألف جندي إلى حوالي 14 ألفًا. ومن المقرر أن يغادر 4 آلاف جندي إضافي في يونيو المقبل. ومن المتوقع أن يكتمل انسحاب القوات الأفريقية بالكامل في أواخر عام 2024، لتتولى قوات الأمن الصومالية مسؤولياتها الأمنية بالكامل.
وعلى الرغم من جهود بعثة أتميس، إلا أن مخاوف تبقى بشأن قدرة قوات الأمن الصومالية على الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد بعد انسحاب البعثة. وتؤكد الحكومة الصومالية على استعدادها لتسلم المهام الأمنية، وأنها قادرة على بسط سيطرتها وتحكمها في المسارات كافة. إلا أن التحديات التي تواجه الصومال، بما في ذلك الفقر والنزاع المستمر، قد تؤثر على قدرة قوات الأمن الصومالية على الاستمرار في تحقيق الاستقرار على المدى الطويل.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً