هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأوسط؟
هل تتورط الولايات المتحدة في حرب مع إيران وحلفائها؟
لم يعد الحديث عن امتداد الحرب لتشمل المنطقة مجرد تحذيرات نظرية، وإنما هي حقيقة بدأت بوادرها تتجلى عبر سلسلة أحداث وتصريحات. وتأتي حرب غزة في مقدمة هذه الأحداث، والتي تطرح عديدًا من التساؤلات حول مستقبل الصراع بالمنطقة.
حرب غزة وتوسيع دائرة الصراع
لم تبدِ إسرائيل رغبتها في وقف الحرب في غزة رغم النداءات الدولية والضغوط الدبلوماسية، بل هددت باقتحام مدينة رفح المكتظة بالسكان. ويبدو أن إسرائيل عازمة على تحقيق أهدافها القصوى في الحرب، وهي تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس بشكل كامل.
وبينما يواصل البيت الأبيض تأكيد دعمه لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، فإنه لم يتخذ أي خطوات عملية لوقف حرب غزة، بل أرسل أكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل، وفي الوقت نفسه، علقت واشنطن تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة، الأمر الذي زاد من حدة الانتقادات من عدد من المقربين من بايدن.
الولايات المتحدة وإيران: هل نشهد مواجهة مباشرة؟
لم يخف مسؤولو البيت الأبيض رغبتهم في منع توسيع الحرب لتشمل أطرافًا أخرى في المنطقة، لكن المعطيات على الأرض لا تنسجم تمامًا مع هذه التصريحات. فقد حشدت الولايات المتحدة حلفاءها لدعم إسرائيل أمنيًا وعسكريًا وسياسيًا. كما نشرت مدمرتين بحريتين و2000 من مشاة البحرية قبالة سواحل إسرائيل.
ورغم هذا الحشد العسكري الضخم، يصرح مسؤولو البيت الأبيض بأنهم "لا يريدون إعطاء الانطباع بأن القوات الأمريكية يمكن أن تتورط في حرب ساخنة". ومع ذلك، أشار العديد من الشخصيات المؤثرة إلى أن الولايات المتحدة من المرجح أن تتخذ إجراءً عسكريًا إذا تصاعدت الأعمال العدائية الحالية بين إسرائيل وحماس لتشمل أطرافًا أخرى في المنطقة.
وعلى الجبهتين السورية والعراقية، تعمقت المخاوف من توسع رقعة الصراع إذ تزايدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على عدد من المواقع. كما تزايدت التهديدات من الفصائل المسلحة في البلدين.
تداعيات الحرب على المنطقة والعالم
يمثل توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط تهديدًا خطيرًا على المنطقة والعالم أجمع. فقد اختار بايدن أيضًا في اليمن دخول حرب مع الحوثيين، وهو ما فاقم من الأزمة، خاصة عقب شن القوات الجوية والبحرية الأمريكية والبريطانية غارات على الحوثيين داخل الأجواء اليمنية.
ولا يزال الشرق الأوسط، وربما العالم أجمع، يقترب من حافة الهاوية. وإذا كان بإمكان أي شخص أن يمنع هذا الكابوس، فهو بايدن.
دور الولايات المتحدة في منع التوسع
تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية كبيرة في منع توسع الحرب في الشرق الأوسط. فهي تستطيع:
- معاقبة إيران دبلوماسيًا واقتصاديًا.
- وقف الحرب في غزة.
- فتح القنوات الدبلوماسية والعودة للحوار.
ففي اللحظة التي يتوقف فيها الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل، لن تتمكن من الاستمرار في القتال. والجميع يدرك أن إسرائيل لا تستطيع خوض هذه الحرب بدون الولايات المتحدة.
أي خطأ في الحرب قد يوسعها، وإسرائيل لم تخف رغبتها في جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مع إيران وحلفائها. ليس هناك شك في أن الحرب مع إيران وحزب الله والحوثيين ستكون مدمرة للمنطقة.
وعلى الرغم من أن بايدن يعارض توسيع نطاق الحرب، فإن ما يجري على الأرض لا يشير إلى اهتمام بخطر التصعيد. فلا تزال حرب غزة مستمرة، والتوتر يتفاقم في كل منطقة الشرق الأوسط. وبدلاً من إطفاء الحرائق، تسرع الولايات المتحدة إلى إشعالها، وهو ما قد يعرض أمن المنطقة والعالم للخطر.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً