مئات الكوريين الشماليين فُقدوا في الصين بعد إعادة فتح الحدود
اختفاء مئات الكوريين الشماليين في الصين
فرت كيم تشيول أوك من المجاعة في كوريا الشمالية ولجأت سرًا في الصين لعقود. لكنها اعتُقلت مؤخرًا وأعيدت إلى بلدها، حيث تواجه خطر السجن أو التعذيب أو حتى الإعدام، وفقًا لمنظمات حقوقية.
مثلها، أعيد مئات الكوريين الشماليين إلى بلدهم الأصل في الأشهر الأخيرة، ورغم الخطر، قررت أسرة كيم تشيول أوك الكشف عن قضيتها بعد اختفائها.
اتصلت كيم تشيول أوك بالعائلة على عجل ودعتهم قائلة إنها ستُعاد إلى كوريا الشمالية في غضون ساعتين، ثم انقطع الاتصال. ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن هي أو أي من أقاربها من الاتصال بها.
المخاطر التي يواجهها الكوريون الشماليون في الصين
يعيش آلاف الكوريين الشماليين بشكل غير قانوني في المناطق الحدودية بشمال شرق الصين، وتشن بكين حملات متقطعة لمنع التهريب، لكن إجراءات الطرد توقفت عندما أغلقت الحدود بسبب جائحة كوفيد-19.
وتعتبر بيونغ يانغ عبور الحدود بدون تصريح جريمة خطيرة يعاقب مرتكبها بشدة، وقالت كيم كيو لي: "في كوريا الشمالية، السجن مكان خطير يموت فيه كثيرون".
إعادة فتح الحدود وإعادة الكوريين الشماليين
بعد إعادة فتح الحدود بين البلدين، زار فريق صحفي المنطقة، وتمنع شرطة الحدود الصينية الصحفيين من التوجه إلى نقاط العبور الرسمية الأربع التي أعيدت من خلالها بعض الكوريين الشماليين، مثل كيم تشيول أوك.
وزار الصحافيون مواقع أخرى على الحدود، وكان جنود كوريون شماليون يحرسون أبراج المراقبة، أو يتمركزون وراء صفوف من الأوتاد، ورأوا بعض الكوريين الشماليين يعملون في الزراعة أو نقل الأخشاب، بينما كانت تذاع موسيقى حزينة عبر مكبرات الصوت في مدينة مقفرة.
أما على الجانب الصيني، توصي لافتات بعدم التواصل مع الكوريين الشماليين، وتتوعد من يأوي مهاجرين غير شرعيين أو يعمل في التهريب بـ"عقوبات قاسية".
قصة كيم تشيول أوك
انتقلت كيم تشيول أوك إلى الصين في تسعينيات القرن الماضي عندما كانت كوريا الشمالية تعاني من مجاعة مدمرة، وتزوجت من رجل صيني يكبرها سنًا بفارق كبير، وأمضت عقودًا من دون وضع قانوني.
في أبريل 2023، استأجرت شقيقتها وسيطًا لمساعدة كيم تشيول أوك على العبور إلى فيتنام ومن ثم إلى كوريا الجنوبية، لكنها أُلقي القبض عليها مع كوريين شماليين آخرين، وأمضت عدة أشهر في مركز احتجاز شديد الحراسة قبل إعادتها إلى كوريا الشمالية.
ارتفاع أعداد الكوريين الشماليين المبعدين من الصين
كانت كيم تشيول أوك واحدة من 600 كوري شمالي طُردوا من الصين في ذلك الشهر، وفي ديسمبر، قدّرت المنظمة غير الحكومية الكورية الجنوبية "مجموعة عمل العدالة الانتقالية" عدد المعتقلين لإعادتهم إلى وطنهم بـ1100 شخص.
في العقود الأخيرة، عبر عشرات الآلاف من الكوريين الشماليين الحدود إلى الصين بحثًا عن حياة أفضل، لكن عددهم انخفض منذ وصول كيم جونغ أون إلى السلطة، وخلال الوباء، عزّزت بيونغ يانغ أمن الحدود.
مخاوف على مصير كيم تشيول أوك
في لندن، تشعر كيم كيو لي بالقلق على مصير أختها، قائلة: "آمل أن تكون ما زالت على قيد الحياة، وكما نجت في الصين في سنّ الشباب، آمل أن تنجو أيضًا" في كوريا الشمالية.
ربط المشكلة مع قضية أوسع
انتقدت منظمات حقوقية الإعادة القسرية للكوريين الشماليين إلى بلدهم، حيث يواجهون مخاطر جسيمة، وحثوا الصين وكوريا الشمالية على وقف هذه الممارسة واحترام حقوق الإنسان للمهاجرين الكوريين الشماليين.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً