الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقوميين الهندوس بعيدا عن الانفتاح على الآخرين
مقدمة
أمام الهنود مهمة اختيار برلمان جديد يوم الجمعة لتمثيلهم على مدى السنوات الخمس المقبلة، حيث يسعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى الفوز بولاية ثالثة على التوالي.
صعود نجم مودي
تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي وحلفاؤه يتقدمون بخطى ثابتة. ويواجه الحزب الحاكم منافسة قوية من قبل التحالف الوطني التنموي الشامل الهندي، الذي يضم أكثر من عشرين حزباً معارضاً بما في ذلك حزب المؤتمر، الذي حكم البلاد لعقود قبل أن يصل حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة في عام 2014.
زادت شعبية رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي داخل البلاد، وتحديداً بين الهندوس، منذ أن تولى السلطة بسبب السياسات التي دعمت السلطة لهذه الطائفة التي كانت مهمشة ذات يوم في البلاد.
ولم يكن لأي كيان تأثير كبير على فلسفته السياسية وطموحاته أكثر من منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ (RSS)، وهي جماعة يمينية شبه عسكرية تأسست منذ ما يقرب من قرن.
راشتريا سوايامسيفاك سانغ: القوة الدافعة وراء مودي
كانت نشأة مودي الروحية والسياسية في منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ هي القوة الدافعة وراء كل ما فعله كرئيس للوزراء على مدى السنوات العشرة الماضية، وهي الفترة التي شهدت تحول الهند إلى قوة عالمية وخامس أكبر اقتصاد في العالم.
-
الأيديولوجية: تدعو منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ إلى تحويل الهند بالقوة، إذا لزم الأمر، إلى أمة هندوسية، وتعتبر الهندوسية هي الأساس لهوية الهند وقوميتها.
-
الشبكة التابعة: أنشأت منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ شبكة من الجماعات التابعة لها، بدءًا من اتحادات الطلاب والمزارعين وحتى المنظمات غير الربحية والمنظمات الأهلية التي غالبًا ما تُتهم بالعنف.
-
التأثير على حزب بهاراتيا جاناتا: تستمد المنظمة قوتها وشرعيتها من حزب بهاراتيا جاناتا، الذي نشأ على أيديولوجية منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ.
الإرث المختلط لمودي
في حين شهد عهد مودي تحولاً اقتصاديًا وتقدمًا في البنية التحتية، فقد صاحبه أيضًا ارتفاع في القومية الهندوسية والتوترات الدينية.
-
القومية الهندوسية المتصاعدة: نجح مودي في جعل القومية الهندوسية مقبولة ومرغوبة في دولة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، والتي كانت تفتخر لعقود من الزمن بالتعددية والعلمانية.
-
الانتهاكات ضد الأقليات: شهد حكم مودي هجمات ضد الأقليات - وخاصة المسلمين - من خطاب الكراهية إلى عمليات الإعدام خارج نطاق القانون، مما أثار مخاوف بشأن الديمقراطية الهندية وحقوق الأقليات.
-
تراجع الحريات المدنية: اتُهم مودي بقمع المعارضة السياسية والحد من حرية الصحافة، مما أثار مخاوف بشأن تراجع الحريات المدنية في الهند.
يواجه مودي، البالغ من العمر 73 عامًا، تحديًا من تحالف واسع ولكنه منقسم من الأحزاب الإقليمية في الانتخابات العامة المقبلة، حيث يتوقع أن يفوز هو وحزب بهاراتيا جاناتا، لكن نتيجة الانتخابات ستحدد مسار الهند في السنوات القادمة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً