ليس كل ما يُعلم يُقال
ليس كل ما يُعلم يُقال
تظل بعض الأفكار حبيسة صدور أصحابها، حتى الممات، ولا يقدرون على البوح بها. وقد تظهر هذه الأفكار في أواخر العمر بعد انفجار نفسي يصيب صاحبها، أو قد يخفيها عن العامة ويظهرها للخاصة.
أسباب الكتمان
تتنوع أسباب الكتمان، فقد يكون الخوف والرهبة من ردود الفعل، أو المصلحة في عدم إشهار الفكرة، أو عدم وجود فائدة من نشرها. وفي كل الحالات، فإن صاحب الكتمان له عذر، وسلف له في ذلك.
حديث أبي هريرة
نُقل عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قوله: "حفظتُ من رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- وعاءَين، أمَّا أحدهمَا فبثثتُهُ، وأمَّا الآخرُ فلوْ بثثتُهُ قُطِعَ هذَا الحلقومُ". وهذا الحديث يُضرب به المثل في كتمان بعض العلم الذي لا تتعلق به أحكام، أو المصلحة في عدم بثه.
مقولة شهيرة
ومن الحكم المأثورة في عدم التكلم للمصلحة: "ليسَ كلُّ ما يُعْرَف يُقال، وليسَ كلُّ ما يُقال حَضَرَ أهلُه، وليسَ كلُّ ما حَضَرَ أهلُهُ حانَ وقتهُ، وليسَ كلُّ مَا حانَ وقتهُ صَحَّ قولهُ".
رأي الشاطبي
قال الإمام الشاطبي -رحمه الله- في كتابه "المقاصد": "ليسَ كلُّ علمٍ يُبَث ويُنْشَر، وإنْ كانَ حقًّا". وشاهد على قول الشاطبي قصة معاذ بن جبل -رضي الله عنه- الذي سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حق الله على العباد وحق العباد على الله، وأمره بعدم إخبار الناس حتى لا يتكلوا.
تحذير من كتمان العلم الضروري
أما العلم الضروري الذي يحتاجه الناس لإقامة دينهم وعباداتهم، فلا يجوز كتمانه بلا عذر. وفي هذا الصدد، جاء الوعيد في الحديث الشريف: "مَن سُئلَ عَن علمٍ، فكتمَهُ؛ ألجمَهُ اللهُ يومَ القيامةِ بلجامٍ من نارٍ".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً