الجيش الإسرائيلي يواجه نقصا بالعتاد والجنود وتزايد المصابين
![الجيش الإسرائيلي يواجه نقصا بالعتاد والجنود وتزايد المصابين الجيش الإسرائيلي يواجه نقصا بالعتاد والجنود وتزايد المصابين](https://img.3agel.news/KzrVTxuZ50fYd5UvAuqPacfOOs0ZB1lQBHKCIjaYQYc/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvT2N/mTnBmb3/FCMjQwU/zZHZ3U1/UVcwTk9/NcUNTbF/ZITm9GM/WhUbFJq/MS53ZWJ/w.webp)
تُلقي الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من سبعة أشهر ونصف الشهر بظلالها القاتمة على جيش الاحتلال، فتؤثر سلبًا على مخزون الذخيرة والمعدات العسكرية، فضلاً عن ارتفاع أعداد الجنود المصابين، مما أدى إلى انخفاض معنوياتهم وأثار مخاوف لدى المحللين العسكريين.
وبحسب المحلل العسكري عمير ربابورت في صحيفة "ماكور ريشون"، يمتلك جيش الاحتلال حاليًا عددًا من الدبابات يقل عن النصف مقارنة بما كان عليه قبل عقد من الزمان، وهو "أقل بكثير من الخط الأحمر الذي حددته هيئة الأركان العامة"، مضيفًا أن جيش الاحتلال "جيش صغير جدًا قياسًا بالمهام التي يتعين عليه مواجهتها على الجبهات المختلفة".
علاوة على ذلك، وفقًا لربابورت، قُتل المئات من الجنود والضباط في الحرب الحالية، كما ارتفع عدد الجنود المصابين بشكل كبير، ليصل إلى 10 آلاف جندي معاق، وكثير منهم تم تشخيص إصابتهم بـ"اضطرابات نفسية". وتابع أنه هناك عدد كبير من الجنود يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، "والوسيلة الأكثر فعالية في الوقت الحالي هي إجراء محادثات مع علماء النفس، الذين يترددون بكثافة على قواعد جيش الاحتلال حول قطاع غزة وأحيانًا عند الحدود الشمالية، ويجرون محادثات مع الجنود قبل المعارك وبعدها".
وأشار ربابورت إلى أن "نقص الجنود ملحوظ في جميع أنحاء الجيش، لكن النقص الأكبر موجود في مستوى الضباط الميدانيين، بين قادة الوحدات والسرايا"، مشيرًا إلى "مسألة الكفاءة النفسية للجنود" بسبب طول فترة القتال دون إجازات، "والجنود الذين لا يزالون في ميدان القتال لا يمكنهم حتى المشاركة في جنازات زملائهم. إنهم يواجهون ضغطًا هائلاً ولا وقت لديهم للتعافي من الأحداث التي واجهوها بأنفسهم خلال الحرب". وأضاف أن "التدهور الجسدي والنفسي للجنود، وخاصة في القوات النظامية والنقص الكبير في الضباط، يثير قلق قيادة جيش الاحتلال بشدة".
أما المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فقد أشار إلى أن الحرب على غزة مستمرة لفترة طويلة "دون أن ينهي جيش الاحتلال تحقيقات الحرب المركزية ودون أن يغادر المسؤولون المركزيون عن الأخطاء فيها صفوف الجيش أو يُقالوا من الخدمة". وأضاف أن "جميع المسؤولين اعترفوا بالإخفاقات في مرحلة مبكرة، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهارون حليفا، ترجم ذلك بالاستقالة. أما رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، فقد تفوق على جميع زملائه برفضه التام الاعتراف بالمسؤولية عن الإخفاق"، محذرًا من خطورة تحويل قضية المسؤولية إلى "مسألة فلسفية - نظرية" دون اتخاذ إجراءات عملية.
وحسب هرئيل، "تتغلغل هذه الشكوك داخل المؤسسة العسكرية، وإلى جميع المستويات، بدءًا من الجنرالات الذين يشعرون بالبعد والغربة عن زملائهم في هيئة الأركان العامة ورئيس أركان الجيش نفسه، وحتى قادة الكتائب والسرايا في الخدمة العسكرية الدائمة الذين يتزايد عددهم ممن يطلبون تسريحهم بسبب تراجع معنوياتهم بسبب الحرب الطويلة".
وحذر هرئيل من أن جيش الاحتلال "يتحدثون عن ضرورة إدارة ’اقتصاد الذخيرة’ من أجل إبقاء مخزون القذائف والقنابل لاحتمال نشوب حرب شاملة مقابل حزب الله. لكن المعنويات هي مورد من شأنه أن يواجه نقصًا وينبغي التعامل معه بحذر. وهذا ينطبق على جنود الاحتياط، الذين يُتدعون للمرة الثالثة للخدمة العسكرية في القطاع أو الشمال أو الضفة الغربية، وكذلك على الجنود النظاميين الشبان الذين يتم إرسالهم الآن إلى غزة بعد فترة قصيرة من انتهاء تأهيلهم"، موضحًا أن " شعبتي العمليات والقوى البشرية تواجهان حالات اضطرارية لم يتوقع أحد شدتها، حيث أن حرب استنزاف طويلة كهذه لم تكن متوقعة في سيناريوهات الحرب وتجلب ضغوطا بمستوى غير معقول".
وحذر الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب وعضو الكنيست السابق، عوفر شيلح، من أن مشاهد وتقارير الحرب على غزة "تعيد إلى الذاكرة العام 1983، وهو العام الذي بدأ فيه الجيش الإسرائيلي بالغوص في الوحل اللبناني"، متوقعًا أن "الأعباء على قوات الاحتياط، وخاصة على خلفية الخلافات المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي حول أهداف الحرب، ستؤثر سلبًا على أداء الجيش".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً