إدارة بايدن محبطة من اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بالدولة الفلسطينية
خيبة أمل إدارة بايدن من الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية
تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خيبة أمل واستاءً كبيرين إثر إعلان ثلاثة من حلفائها عزمهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ومع ذلك، يُصرح المسؤولون أن تأثير ذلك سيكون مجرد "تموج" يخفت تأثيره مع اتساع نطاقه.
أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا، يوم الأربعاء، رسميًا اعترافها بفلسطين كدولة اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل (29 مايو 2024)، "ترسيمًا للحدود بين فلسطين وإسرائيل على أساس حدود ما قبل عام 1967".
وقد أوضحت واشنطن لكل من إسبانيا وإيرلندا، بشأن نهجهما الأكثر وضوحًا، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون مفيدًا، مؤكدة على موقفها المعتاد الذي ينص على أنه لا يمكن إنشاء مثل هذه الدولة إلا من خلال المفاوضات، وفقًا لمسؤول أمريكي مطلع على هذه المسألة لموقع "نات سيت ديلي Daaily NatSec"، المختص بشؤون الأمن القومي.
قلق الولايات المتحدة بشأن العزلة الدبلوماسية لإسرائيل
ويعرب المسؤولون الأمريكيون الآن عن هذا الاستياء علانية. وردًا على سؤال حول العزلة الدبلوماسية المتزايدة لإسرائيل حاليًا، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يوم الأربعاء: "هذا يثير قلقنا لأننا لا نعتقد أن ذلك يساهم في أمن إسرائيل وحيويتها على المدى الطويل".
ومع ذلك، تعتقد الإدارة - أو على الأقل تأمل - أن الخطوة التي اتخذتها إسبانيا والنرويج وإيرلندا لن تؤدي إلى زيادة كبيرة في التوترات العالمية بشأن الحرب في غزة.
ووفقًا للموقع، قال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة: "نعتبر هذا حقيقة لا مفر منها في السياسة الإسبانية والأيرلندية، كما أن النرويج لديها أسباب خاصة بسبب [اتفاقيات أوسلو]،" مشيرًا إلى الاتفاقيات المبرمة في عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي وضعت الأساس لعملية سلام لحل الدولتين، والتي تعثرت في النهاية بسبب استمرار الاستيطان.
وأضاف المسؤول أنه في ضوء الدراما التي شهدها الشرق الأوسط هذا الأسبوع، بما في ذلك قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالسعي للحصول على أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين وقادة من حركة حماس، "فإن جهود الدول الثلاث قد لا يكون لها تأثير كبير".
وقال المسؤول: "لقد حاولوا تكوين مجموعة كافية لصنع ضجة، لكن من وجهة نظرنا، فإن الأمر أشبه بتموج".
اعتراف هذه الدول بفلسطين كنقطة ضغط على إسرائيل
ربما تنظر الولايات المتحدة أيضًا إلى اعتراف هذه الدول بفلسطين باعتباره نقطة ضغط على إسرائيل.
وقال سوليفان إن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا إسرائيل أن "النهج الاستراتيجي لهزيمة حماس" والسعي إلى التكامل الإقليمي سيساعد إسرائيل على تنشيط تلك العلاقات. وفي الأسابيع الأخيرة، انتقد المسؤولون الأمريكيون علنًا الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وفي حين أن الرئيس جو بايدن كان دائمًا داعمًا لحل الدولتين (دولة إسرائيل ودولة فلسطين) في تصريحاته العامة، إلا أنه يعتقد أن أفضل طريقة للقيام بذلك تتمثل في المفاوضات المباشرة بين الطرفين، علمًا بأن الولايات المتحدة تدرك تمامًا أن المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين وإسرائيل تحت الرعاية الأمريكية، والتي توقفت في آذار 2014، قد فشلت بسبب استمرار الرفض الإسرائيلي لوقف الاستيطان.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون لـموقع نات سيت ديلي NatSec Daily: "إنه (الرئيس بايدن) يعتقد أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس من خلال الاعتراف الأحادي الجانب".
إمكانية دعم الدول الأوروبية الأخرى لقضية فلسطين
في حين أنه ليس من المستغرب أن تدعم الدول الثلاث قيام دولة فلسطينية، فإن هذه الخطوة يمكن أن تعزز الاعتراف الدولي بالفلسطينيين إذا حذت الدول الأوروبية الأخرى المتعاطفة مع قضيتهم حذوها. ومن بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، تعترف 142 دولة بالفعل بالدولة الفلسطينية، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.
وقال مايكل وحيد حنا، مدير "البرامج الأمريكية" في مجموعة الأزمات الدولية، للموقع ذاته، إن آثار الاعتراف ستكون "تراكمية وتدريجية ومع مرور الوقت، لكنها تخبرنا أن الولايات المتحدة أصبحت معزولة بشكل متزايد".
وأضاف حنا: "الآن لا يقتصر الأمر على أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا، بل يشمل أوروبا"، بما في ذلك حلفاء الناتو.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً