محللون: المقاومة ستجعل الاحتلال يندم على قراره دخول رفح
تفوق المقاومة في رفح
تُجمع التحليلات السياسية والعسكرية على أن المقاومة الفلسطينية جعلت الاحتلال الإسرائيلي يندم على قراره اقتحام مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خاصةً أنها كانت مُدركة لقراره واستعدت لهذا اليوم منذ أشهر.
وأفاد علي أبو صلاح، الخبير في الشؤون العسكرية، أن اقتحام معبر رفح لن يُغير من المعادلة لصالح العدو، الذي استنفذ أوراقه بالفعل ولم يعد قادرًا على تحقيق أي تقدم.
وأشار أبو صلاح إلى أن كل تصعيد عسكري من قبل الاحتلال يمنح المقاومة مزيدًا من القوة ويُعقد مهمة الاحتلال على جميع المستويات. إذ اتضح خلال المعركة أن الاحتلال يفتقر إلى خطة لمواجهة تعقيدات المعركة، ويعتمد على الخطط التقليدية باجتياح المناطق الحضرية، ولا يستطيع وضع خطط للتعامل مع تحصينات المقاومة لافتقاره إلى المعلومات عنها.
الخسائر الفادحة للاحتلال
هذا يُمكّن المقاومة من مفاجأته باستمرار، ولكن النتيجة الحتمية لمثل هذه الإدارة للمعركة هي تدمير البنية التحتية المدنية ومقتل المدنيين. يتعمد الاحتلال ذلك بناءً على رؤية استراتيجية ترى أن تطهير السكان يؤدي بالضرورة إلى إزالة جميع الأخطار الناتجة عن وجود المقاومة، لأن المقاومة تستمد قوتها من الشعب.
وقد أخطأ العدو في هذا التصور الخاطئ والعفا عليه الزمن، وكانت النتيجة فقدانه لدعامات مهمة في مشروعه الكلي، وهي السمعة العالمية والسردية التاريخية وشرعية التحرك العسكري. وأكد أبو صلاح أن هذه الخسارة أكبر بكثير من الخسارة الميدانية، لذلك فهو يتصرف الآن كمن خسر كل شيء ولا يريد التراجع حتى يُكمل الخطيئة التي بدأها طالما أنه خاسر على أي حال، فيبحث عن نصر ميداني أو صورة نصر وهمية.
تكتيكات المقاومة الناجحة في رفح
أكد الكاتب محمد القيق أن المقاومة اتبعت تكتيكًا ناجحًا للغاية في رفح لمواجهة خطة أمريكا وإسرائيل في معركة مراحل اجتياح المحافظة. وبالتالي، ستُكثف المقاومة الضربات بشكل ملحوظ للغاية في المرحلة الحالية، مما يُبطل الخطة ويجعل الأمريكي والإسرائيلي يفكران في خيارات متعددة.
الخيار الأول هو وقف مراحل الاجتياح، وهو ما يلبي مطالب المقاومة في الهدنة. والخيار الثاني هو استمرار العملية المحدودة المتدرجة، وهذا الخيار سيُمكن المقاومة من استنزاف العدو وتحويل جنوده إلى أهداف سهلة ويُقوي ترابط المقاومة في المواقع التي تستعد للمراحل الثانية.
أما الخيار الثالث وفقًا للقيق، فهو إعلان الاجتياح الواسع، وهو ما سيفتح أبواب جحيم ميداني ودولي غير مستعدة له إسرائيل وأمريكا الآن، واللتان أصلاً قسمتا الاجتياح إلى مراحل حتى تُضلّلا العالم وتُغلفا المجزرة بحديث هدنة واستخدام مصطلح "عملية محدودة".
في جميع الأحوال، سواء باستمرار خطة المراحل أو وقفها أو الاجتياح الواسع، تكون المقاومة قد أفسدت ما دبره الإسرائيلي والأمريكي. واختتم قائلًا: "تكتيك مختلف يلائم خطة خبيثة يُثبت أن المقاومة لديها دراية وعمق وبعد استراتيجي لم يحسب له من وضع الخطة ودخل إلى فخ المرحلة الأولى في رفح
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً