محاربة الانفصال تدفع المغرب إلى الابتعاد عن تأييد استقلال "دولة القبائل"

رفض المغرب دعم انفصال منطقة القبائل

أعلنت حركة تقرير مصير منطقة القبائل، في 20 أبريل 2023، استقلالها عن الجزائر وإقامة دولة سادسة في المنطقة، انتظارا لاعتراف دولي بها. ومع ذلك، لا تبدو المملكة المغربية متحمسة لهذه الخطوة، على الرغم من الأزمة المتصاعدة مع الجزائر التي تدعم بقوة انفصاليي جبهة البوليساريو.

التزام المغرب بوحدة الأراضي

أكد الباحث السياسي علي غمير أن "المغرب لا يمكن أن يفتح المجال لتناقضات سياسية، فهو يحارب الانفصال بأشكاله كافة ويحترم القانون الدولي وسيادة الدول". كما أضاف أن المملكة المغربية تدافع تاريخيا عن التلاحم في العالم وترفض الانقسام، كما أنها تتمسك بأيديولوجية الاستقرار العالمي.

وشدد أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، محمد الزهراوي، على أن "الرباط تحرص في سياستها الخارجية على وحدة أراضي الشعوب". وأكد أن المغرب يلتزم بميثاق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الذي يدعو إلى احترام وحدة أراضي الدول. وأضاف أن المملكة دعمت تاريخيا استقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي، ولم تشكل مصدر خطر على الجارة الشرقية رغم ضم فرنسا لأراضي الصحراء الشرقية المغربية.

رفض دعم "دولة القبائل"

لم يصدر عن الرباط أي موقف رسمي بشأن استقلال منطقة القبائل، إلا أن هناك إشارات غير رسمية على عدم دعم المغرب لهذه الخطوة. فقد صرح ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في نيويورك: "إذا كانت الجزائر تدعي حقا الدفاع عن القانون الدولي، فعليها تطبيق ذلك على الشعب الذي سبق الدولة الجزائرية، وهو القبائل".

كما راسل فرحات مهني، زعيم حركة استقلال القبائل، السلطات المغربية من أجل دعمها ومساندتها في خطوة إعلان ميلاد "الدولة القبائلية" في مدينة نيويورك الأمريكية. لكن المغرب كان حريصا على عدم إعطاء أي دعم رسمي لهذه الخطوة، خشية الانزلاق إلى تناقضات سياسية عبر دعم انفصال منطقة عن أراضي دول أخرى.

ويرى خبراء أن المغرب يدرك جيدا أن وجود دويلات جديدة في المنطقة سيزيد من تأزيم شعوب المنطقة المغاربية، وسيطرح إشكالية القوميات الموجود حاليا في أوروبا. لذلك، يحرص المغرب على محاربة طرح ظهور دويلات وقوميات جديدة، ويؤكد على موقفه الراسخ والتاريخي في احترام وحدة أراضي الدول.