مؤرخ فلسطيني: دولة الاحتلال توظف التوراة لتكريس احتلالها لفلسطين

توظيف إسرائيل للتوراة في دعم احتلالها لفلسطين

اتهم المؤرخ الفلسطيني ضرغام فارس إسرائيل باستخدام التوراة كسلاح لتزوير تاريخ فلسطين، ومواصلة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية تحت غطاء ديني.

وصرح فارس لوكالة "قدس برس" أن إسرائيل توظف أسماء وروايات توراتية لتبرير أهدافها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، مستشهدًا بتصريحات الحاخام إليعزر ميلاميد الذي دعا إلى "اجتثاث العماليق" في غزة، مستندًا إلى معتقدات توراتية تدعي أن اليهود هم أحفاد يعقوب وأن سكان غزة هم "عماليق".

تحريض توراتي على العنف

أوضح فارس أن التوراة تحرض على قتل "العماليق" بأمر إلهي، بما في ذلك النساء والأطفال، مستشهدًا بعدة نصوص توراتية. وأكد أنه عند فهم التوراة في سياقها التاريخي والديني الصحيح، بعيدًا عن التوظيف الصهيوني لها، يمكننا إعادة بناء التاريخ الحقيقي لفلسطين وإثبات أن الشعب الفلسطيني هو امتداد للحضارات التي شهدتها فلسطين على مر العصور.

التوراة جزء من التراث الفلسطيني

اعتبر فارس أن التوراة جزء من التراث الثقافي للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الموروث الديني، على اعتبار أن الشعب الفلسطيني هو امتداد للسكان الأصليين لفلسطين الذين اختلطوا مع شعوب وحضارات أخرى على مر التاريخ. كما أشار إلى أن ظهور الديانة اليهودية في أرض كنعان كان تطورًا محليًا، وأن الشعب الفلسطيني قد اعتنق الديانات الوثنية واليهودية والمسيحية والإسلام على مر العصور.

الهوية الدينية مقابل الهوية العرقية

شدد فارس على أن اليهود الذين جلبتهم الحركة الصهيونية إلى فلسطين هم غرباء لا يرتبطون بها إلا برابط ديني، مما يمنحهم الحق في السياحة الدينية وليس الاحتلال. وأكد أن الديانة اليهودية انتشرت في جميع أنحاء العالم، كما حدث عندما اعتنقتها مملكة حمير في اليمن في القرن الرابع الميلادي ومملكة الخزر في القرن التاسع الميلادي. وحذر من أن إسرائيل تحاول تحويل الصراع مع الفلسطينيين إلى صراع ديني، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني.

خاتمة

إن توظيف إسرائيل للتوراة لتبرير احتلالها لفلسطين هو محاولة لاستغلال المعتقدات الدينية لتشريع أعمال العنف والظلم. من الضروري أن ندرك الطبيعة الاستعمارية لهذه الرواية وأن ندعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل تقرير المصير والحرية.