كيف يساهم احترار الكوكب في انتشار الأمراض المعدية؟
الاحتباس الحراري والأمراض المعدية: علاقة معقدة
أدى النشاط البشري إلى تغييرات مناخية جعلت كوكبنا أكثر دفئًا وتلوثًا وأقل قابلية للعيش، مما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية. تساهم المناخات الأكثر دفئًا ورطوبة في زيادة عدد الحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض، بينما يدفع فقدان الموائل الطبيعية حشرات وحيوانات حاملة للأمراض إلى الاقتراب من المناطق المأهولة بالسكان.
أظهرت الدراسات مدى تعقيد تأثيرات تغيرات المناخ على الأمراض المعدية، حيث تزيد بعض الأمراض وتغير أنماط انتقال أمراض أخرى. كما يبدو أن فقدان التنوع البيولوجي يلعب دورًا كبيرًا في زيادة الأمراض المعدية، كما أظهر بحث نُشر في مجلة "نيتشر".
فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ: محركات رئيسية للأمراض
حلل البحث 3000 مجموعة بيانات من دراسات منشورة لتحديد تأثير فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ والتلوث الكيميائي وفقدان الموائل أو تغيرها على الأمراض المعدية لدى البشر والحيوانات والنباتات. وجد البحث أن فقدان التنوع البيولوجي كان المحرك الأكبر، يليه تغير المناخ وإدخال أنواع جديدة.
يوفر الطقس الأكثر دفئًا الناجم عن تغير المناخ موائل جديدة لنواقل الأمراض ومواسم تكاثر أطول. كما أنه يؤدي إلى انتشار الأمراض الاستوائية مثل حمى الضنك في مناطق جديدة. ومع ذلك، فإن الظروف الأكثر جفافاً في إفريقيا قد تؤدي إلى تقلص المناطق التي تنتقل فيها الملاريا في العقود المقبلة.
التحضر وتأثيراته على الأمراض
لا تؤدي كل التغييرات الناجمة عن النشاط البشري إلى زيادة الأمراض المعدية. فقد ارتبط فقدان الموائل أو تغيرها بانخفاض في الأمراض المعدية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التحسينات الصحية التي تصاحب التحضر، مثل المياه الجارية وأنظمة الصرف الصحي.
توقعات تفشي الأمراض باستخدام النمذجة المناخية
تعني الروابط بين المناخ والأمراض المعدية أن النمذجة المناخية يمكن أن تساعد في توقع تفشي الأمراض. ويمكن استخدام توقعات الأحوال الجوية (درجات الحرارة وهطول الأمطار) لتوقع ارتفاع الإصابات بحمى الضنك، كما يمكن استخدام المؤشر على مستوى حوض المحيط الهندي (IOBW) الذي يقيس المتوسط الإقليمي لاختلال درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهندي.
خاتمة
يشدد الخبراء على أن معالجة مشكلة الأمراض المعدية المتزايدة تتطلب معالجة أسباب تغير المناخ. ويشير البحث إلى أن "زيادة الأمراض استجابة لتغير المناخ ستكون ثابتة وواسعة النطاق، ما يؤكد الحاجة إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً