كيف تتأثر مالية مصر بتهديد عائدات السياحة وقناة السويس؟
تداعيات الصراع الإقليمي على إيرادات قناة السويس
تسلط تقارير وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني الضوء على المخاطر التي يشكلها تصاعد الصراع في الشرق الأوسط على إيرادات قناة السويس في مصر. وقد أدى ذلك إلى زيادة الضغوط على عجز الحساب الجاري للاقتصاد المصري.
على الرغم من تصنيف الاقتصاد المصري عند مستوى (- B) مع نظرة مستقبلية مستقرة، إلا أن "فيتش" تشير إلى أن التهديدات الجيوسياسية قد تعرض مصر لمخاطر متزايدة. وقد ساهم اتفاق مشروع رأس الحكمة مع الإمارات وزيادة مرونة سعر صرف الجنيه المصري في تخفيف المخاطر الخارجية على المدى القريب.
نمو القطاع السياحي رغم التحديات
على الرغم من التحديات، شهد الربع الأول من عام 2024 نموًا إيجابيًا في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر بنسبة تتراوح بين 3% و4% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وهو ما يعد عامًا استثنائيًا للسياحة في البلاد.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التطوير في التجربة السياحية في مواقع أثرية ومتاحف مختلفة، مثل أهرامات الجيزة وسقارة وقلعة صلاح الدين الأيوبي، ضمن منتج القاهرة الثقافي الجديد. كما أظهرت نسب الإشغال الفندقي خلال الربع الأول من عام 2024 نموًا بنسبة 8% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
تراجع إيرادات قناة السويس بسبب التوترات
من ناحية أخرى، شهدت إيرادات رسوم العبور من قناة السويس انخفاضًا حادًا بنسبة 50.7% منذ بداية عام 2024، مسجلة نحو 724 مليون دولار مقارنة بـ 1.469 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
ويرجع هذا الانخفاض إلى تراجع عدد السفن المارة من 3.9 ألف سفينة في عام 2023 إلى 2.3 ألف سفينة خلال الفترة نفسها من عام 2024، بسبب توترات البحر الأحمر وتهديدات الحوثيين للملاحة عند باب مضيق المندب.
ومن المتوقع أن تنخفض الحصيلة العامة من الرسوم خلال العام الجاري إلى 5 مليارات دولار مقارنة بنحو 10.249 مليار دولار في عام 2023 إذا استمرت التوترات وتهديدات الحوثيين.
وتشير البيانات إلى أن السفن المتأثرة بهجمات الحوثيين بلغت 1564 سفينة، منها 40 سفينة تعرضت لاعتداء مباشر، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على السفن، وزيادة أسعار السلع على مستوى العالم.
التأثير العالمي على قطاع الشحن البحري
أثر الصراع في الشرق الأوسط بشكل كبير على قطاع الشحن البحري، مما أدى إلى زيادة تكاليف وقود السفن نتيجة طول الرحلة حول رأس الرجاء الصالح. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار نوالين الشحن للسفن المتوجهة إلى موانئ البحر الأحمر بشكل كبير، بالإضافة إلى زيادة تكلفة التأمين على السفن عشرة أضعاف.
ووفقًا للبيانات، يمثل حجم التجارة العالمية المنقولة عبر قناة السويس 10.7%، كما تمثل القناة 15.4% من إجمالي تجارة الحبوب العالمية، و11.9% من إجمالي تجارة البترول ومشتقاته العالمية، و26.3% من إجمالي تجارة الحاويات العالمية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً