كفاية جشع!.. المقاطعة سلاح المصريين ضد المستغلين
الغضب الشعبي والإجراءات الحكومية
يشهد الشارع المصري غضبًا متصاعدًا بسبب الارتفاع المستمر في أسعار السلع الغذائية، ما دفع المواطنين إلى تنظيم حملات مقاطعة واسعة النطاق للمنتجات باهظة الثمن. وتهدف هذه الحملات إلى التحذير من استغلال التجار للأزمة لتحقيق أرباح مالية على حساب معاناة الشعب المصري. وتأتي هذه الخطوة ردًا على غلاء معظم السلع الأساسية، ونجاح حملة مقاطعة الأسماك في مدينة بورسعيد.
وانطلقت حملات المقاطعة تحت شعارات مثل "خليه يمشش" لمقاطعة البيض، و"خليه يفقس" للدواجن، و"خليها تدود" للحوم. وقد لاقت هذه الحملات استجابة واسعة من المواطنين، وانتقلت إلى محافظات أخرى مثل السويس والإسماعيلية والإسكندرية والشرقية وبني سويف والدقهلية والغربية. كما شاركت جمعية "مواطنون ضد الغلاء" في حملة مقاطعة الأسماك، وأعلنت عن تنفيذها في القاهرة لمواجهة ارتفاع الأسعار، داعية المواطنين للتوقف عن شراء الأسماك والتمسك بالمقاطعة.
أزمة اقتصادية وتدابير حكومية
تعاني مصر من أزمة اقتصادية أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل متواصل، في وقت تعتمد فيه الحكومة على تدفق الدولارات الأجنبية لتخطي الأزمة. كما أطلقت الحكومة مبادرات لتخفيض الأسعار بالتعاون مع التجار والمصنعين، وعملت على تسريع إجراءات الإفراج عن السلع من الموانئ المصرية وتوفير اعتمادات الدولارية اللازمة.
نجاح حملات المقاطعة وتأثيرها
أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي حرص الحكومة على متابعة إجراءات الإفراج عن البضائع بالموانئ، لتعزيز المعروض من السلع الاستراتيجية ومستلزمات الإنتاج. كما اجتمع مدبولي مع كبار مصنعي ومنتجي السلع الغذائية لحل مشكلة توفير مستلزمات الإنتاج والمواد الخام في ظل نقص العملة الصعبة وتذبذب سعر الدولار. وقد نجحت حملة مقاطعة الأسماك في تحقيق اختراق نسبي، ووصلت الأسعار إلى مستوى مقبول في بعض المحافظات. وتعتبر حملات المقاطعة مؤثرة بشكل خاص للسلع سريعة التلف مثل الأسماك، أو السلع التي لها بدائل متوفرة.
تراجع المبيعات وتراجع أسعار اللحوم والدواجن
شهدت الأسواق مؤخرًا انخفاضًا في المبيعات بسبب تراجع الوضع الاقتصادي، وتباطأ البيع في محلات اللحوم والتجزئة. وقد تؤدي حملات المقاطعة إلى خفض أسعار اللحوم المحلية التي تتراوح حاليًا بين 400 و450 جنيهًا. كما انخفضت أسعار الدواجن، وبلغ سعر الكيلو في المزرعة 73 جنيهًا، ويصل إلى المستهلك بـ83 جنيهًا، مقارنة بسعر 105 جنيهات بعد شهر رمضان. ويأتي هذا التراجع في الأسعار بعد انخفاض تكاليف الأعلاف بشكل كبير بسبب زيادة الإفراجات الجمركية وتحرير سعر الصرف.
تراجع أسعار البيض
على الرغم من مبادرة اتحاد منتجي الدواجن لخفض أسعار البيض بين 10 و15%، إلا أنها لم تُطبق بعد. وتوفر وزارة الزراعة كرتونة البيض بـ140 جنيهًا، بينما تباع في المحلات بين 155 و165 جنيهًا، وهو سعر مرتفع مقارنة بانخفاض أسعار الأعلاف.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً