شراء الأضاحي بالقروض الاستهلاكية .. "حلول مالية" تستقطب الأسر المغربية

القروض الاستهلاكية: حل مالي في ظل ارتفاع أسعار الأغنام

مع اقتراب عيد الأضحى، تواجه الأسر المغربية تحديات في شراء الأضاحي بسبب ارتفاع الأسعار في ظل أوضاع اقتصادية صعبة. وتلجأ العديد من الأسر إلى القروض الاستهلاكية كحل مالي لمواجهة هذه التكاليف والحفاظ على عاداتها وتقاليدها.

على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، يحرص العديد من الأسر المغربية على شراء أضحية العيد حتى لو تجاوز سعرها نصف دخل الأسرة في بعض الأحيان. وتعتبر أسعار الأغنام المرتفعة عبئًا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض.

ارتفاع أسعار الأضاحي يجعل القروض الاستهلاكية ضرورة

تشير معاينة أسعار الأضاحي المتداولة في الأسواق والمنصات الاجتماعية إلى عدم قدرة الأسر المغربية على شرائها دون اللجوء إلى حلول مالية مثل القروض الاستهلاكية. وتُعد القروض الاستهلاكية شائعة الاستخدام في المناسبات الدينية مثل عيد الأضحى وعيد الفطر، وكذلك في أوقات الدخول المدرسي والعطلات الصيفية.

العادات والتقاليد تدفع الأسر المغربية إلى شراء الأضاحي

رغم الدعوات العديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنظمات حماية المستهلك لإلغاء عيد الأضحى بسبب الظروف الاقتصادية، إلا أن غالبية الأسر المغربية تتمسك بشراء الأضاحي كجزء من العادات والتقاليد. وقد انتقل هذا التقليد من أساسه الديني إلى طابع اجتماعي واقتصادي له تأثير كبير على حياة الناس.

صعوبة الادخار تلجئ الأسر إلى القروض

يتزامن اللجوء إلى القروض الاستهلاكية لشراء الأضاحي مع انخفاض معدلات الادخار في المغرب، حيث أشارت أرقام المندوبية السامية للتخطيط إلى أن 9.6% فقط من الأسر صرحت بقدرتها على الادخار في عام 2023. ويؤكد الخبراء الاقتصاديون أن الادخار يمثل وسيلة إيجابية لشراء أضحية العيد، ولكن صعوبة ذلك تدفع الأسر إلى اللجوء إلى القروض.

القروض الاستهلاكية حل مؤقت يحمل عبئًا

في حين أن القروض الاستهلاكية قد توفر حلًا مؤقتًا لشراء الأضاحي، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى تراكم الديون على الأسر المتوسطة والفقيرة. ويشدد الخبراء على أهمية عدم تجاهل التعاليم الدينية التي تحذر من الوقوع في الربا.

نظرة المجتمع تجبر الأسر على شراء الأضاحي

بالإضافة إلى العادات والتقاليد، تلعب نظرة المجتمع دورًا كبيرًا في إجبار الأسر على شراء الأضاحي. حيث يرتبط العيد بشكل كبير بالأضاحي، مما يجعل الأسر التي لا تتمكن من شرائها تشعر بالعزلة والعار. وتؤثر هذه النظرة الاجتماعية سلبًا على العلاقات الأسرية ورفاهية الأطفال على وجه الخصوص.