صفاقس: وضعية المياه في تونس باتت صعبة جدا نتيجة تأثير التغييرات المناخية ( رئيس جمعية تنمية مستدامة إقتصاد إجتماعي وتضامني)

الأوضاع المائية وتأثيرات التغيرات المناخية في تونس

حذر رئيس جمعية تنمية مستدامة اقتصاد اجتماعي وتضامني، محسن بن الشيباني، من خطورة الوضع المائي في تونس نتيجة التغيرات المناخية، واصفًا إياه بأنه "متأزم جدًا" ويشكل تهديدًا لحياة المواطنين والإنتاج الزراعي وأمن البلاد بشكل عام.

أشار تقرير تنمية المياه في العالم لسنة 2024، الصادر عن اليونيسكو، إلى أن تونس احتلت المرتبة الثامنة في تصنيف الدول العربية المعرضة لنقص المياه بحلول عام 2050، وهي أكثر الدول التي تعاني من الإجهاد المائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كشف تقرير للبنك الدولي، صدر في ديسمبر 2023، أن أي تقاعس في مواجهة أزمة المياه سيكلف الدولة خسائر تصل إلى حدود 54 مليار دولار في سنة 2050.

التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لتغير المناخ وأزمة المياه

تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على القطاع الفلاحي التونسي، إذ من المتوقع حدوث تراجع حاد في المنتجات الأساسية المعدة للتصدير، مثل الزيتون (خسائر سنوية في الإنتاج بنسبة 2 بالمائة)، وفقًا لتقرير صادر عن المعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية في مارس 2024. كما ستظهر تأثيرات سلبية أيضًا على قطاع التمور والغلال.

أكد المتحدث على ضرورة إيجاد حلول استشرافية بالتعاون مع المجتمع المدني والجامعات ومراكز البحث والحكومة والمنظمات الدولية لمواجهة أزمة المياه والتغيرات المناخية.

الحلول المقترحة لمواجهة أزمة المياه وتحديات التغيرات المناخية

شدد رئيس المنتدى التونسي للمعرفة والتنمية البشرية، أحمد فريعة، على ضرورة تعهد الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بصيانة وتجديد شبكات مياه الشرب، والاقتصاد في الماء، وإعادة حسن استغلال المياه التي تتم معالجتها، بالإضافة إلى اللجوء إلى تحلية مياه البحر.

من الحلول الأخرى المقترحة تشجيع هياكل البحث العلمي على تنفيذ الدراسات والأبحاث المعمقة للتعامل مع الجفاف والتأثيرات على القطاع الفلاحي، ودعم الفلاح المتضرر، والإسراع في إستكمال أشغال محطة تحلية مياه البحر بقرقور بصفاقس.

أكد المتحدثون على أهمية التسريع بإصدار مجلة المياه في إطار الحوكمة الرشيدة وحسن التصرف في الوضعيات المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات، وإحداث مجلس أعلى للمياه لتأمين الأمن المائي للأجيال القادمة.