ستنضم لاحتجاجات الجامعات ضد «حرب غزة»... ماذا نعرف عن حركة «غير ملتزم» الأميركية؟

حركة «غير ملتزم» الأميركية

تعتبر حركة «غير ملتزم» حركة سياسية معارضة للرئيس جو بايدن بسبب دعمه القوي لحرب إسرائيل على حركة «حماس» في قطاع غزة. وقد لفتت الحركة الانتباه من خلال دعوتها إلى التصويت الاحتجاجي ضد بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

نشأت الحركة في ولاية ميشيغان، التي يقطنها العديد من الأميركيين العرب والمسلمين الذين دعموا بايدن سابقًا. بدأت الحركة بمسيرات ومظاهرات وظهور في المناسبات العامة التي يحضرها بايدن، لكن ذلك لم يكن كافياً لجذب انتباهه. لذلك توصلت إلى استراتيجية جديدة وهي مطالبة الناخبين الديمقراطيين بالإدلاء بـ«غير ملتزم»، أي عدم التصويت لأي شخص، احتجاجًا على الحرب في غزة.

وقد حصدت حركة «غير ملتزم» عددًا كبيرًا من الأصوات الإجمالية في الانتخابات التمهيدية في ولايات مثل ميشيغان ومينيسوتا وهاواي وفازت بعدد 25 مندوبًا اعتبارًا من أبريل 2022. وتستعد الحركة لاستهداف المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو في أغسطس 2022، حيث من المتوقع إعلان ترشيح بايدن.

احتجاجات الطلاب الجامعيين

اشتدت احتجاجات الطلاب في الولايات المتحدة على حرب غزة واتسع نطاقها خلال الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلت الشرطة لأول مرة طلابًا في جامعة كولومبيا بسبب إقامتهم مخيمات تضامن مع غزة في حرم الجامعات. كما تم استدعاء الشرطة في العديد من الجامعات لاعتقال مئات الطلاب المحتجين.

وقال منظمو حركة «غير ملتزم» إنهم سيسافرون إلى جامعة ميشيغان في آن أربور للجمع بين الحركة السياسية التي تعطل أنشطة بايدن وتحشد مئات آلاف الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي والحركة الطلابية التي تجذب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة.

قلق الديمقراطيين

أصبح الديمقراطيون يشعرون بقلق متزايد إزاء الدعم الأميركي لإسرائيل مع زيادة عدد القتلى واتساع نطاق الدمار في غزة. وفاز بايدن بولاية ميشيغان بفارق يقل عن ثلاثة في المائة في انتخابات عام 2020. ويشير تمرد متزايد داخل قاعدة الديمقراطيين إلى التحدي الذي يواجهه بايدن في تشكيل تحالف يحتاجه لهزيمة الرئيس السابق دونالد ترمب.

وقال عباس علوية، أحد أبرز منظمي حملة «غير ملتزم»: «يختار الرئيس بايدن إغلاق أذنيه وتجاهل مئات الآلاف من الأشخاص الذين خرجوا بالفعل ضد الحرب في صناديق الاقتراع». وأشار إلى المساعدات الجديدة البالغة 26 مليار دولار التي أقرها بايدن لإسرائيل، قائلاً: «إن التوقيع على قانون يمنح المزيد من الأموال لإسرائيل يبعث برسالة واضحة لناخبي «غير ملتزم»، والناخبين الشباب، بأنه لا يهتم بالتعامل بجدية مع مطالبنا لإنهاء هذه الحرب».

الاستعدادات والمستقبل

لم تنسق حركة «غير ملتزم» حتى الآن مع مجموعات طلابية. لكن الحركة تدرك مطالب الطلاب المحتجين الذين يطالبون بالسلام. وتظهر استطلاعات الرأي تقاربًا بين بايدن وترمب قبل انتخابات نوفمبر 2022. وعزى فوز بايدن في انتخابات 2020 إلى فوزه بفارق ضئيل في ولايات رئيسية متأرجحة مثل ميشيغان. وقد وصف ترمب الاحتجاجات في الجامعات بأنها «فوضى»، في الوقت الذي يدخل فيه محاكمته الجنائية في نيويورك.

وتستمر حركة «غير ملتزم» في حشد الدعم وتعزيز الاحتجاجات ضد الدعم الأميركي لإسرائيل. ومن المتوقع أن تستمر احتجاجات الطلاب الجامعيين أيضًا، حيث يطالب الطلاب بإنهاء الحرب في غزة والمساءلة عن العنف الذي تشهده المنطقة.