رئيس الصين يزور أوروبا لأول مرة منذ 5 سنوات.. جولة الحرب والسلام

رحلة ذات طابعين

بعد غياب دام خمس سنوات، يعود الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أوروبا في زيارة ستستغرق ستة أيام، حاملاً معه أجندة تتأرجح بين الحرب والسلام.

وستشهد جولة شي، التي تبدأ في فرنسا يوم الأحد وتتضمن محطات في صربيا والمجر، محاولات لكسب منتقدي الصين في الوقت الذي تشدد فيه وجهات النظر الأوروبية تجاهها من جهة، وتظهر فيه دول أخرى ترحيباً بالصين من جهة أخرى.

التحديات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية

تسببت التوترات الاقتصادية المتصاعدة بين الاتحاد الأوروبي والصين، فضلاً عن المخاوف بشأن طموحات بكين العالمية ونفوذها وعلاقاتها مع روسيا، في تبديد الأجواء الودية السابقة التي قوبلت بها زيارة شي عام 2019.

وتشير التحقيقات التجارية الأخيرة للاتحاد الأوروبي وأعمال المداهمة والاتهامات بالتجسس إلى تدهور العلاقات بشكل كبير، مما يهدد بإشعال حرب تجارية كبرى.

الحرب التجارية والخلافات الدبلوماسية

من المتوقع أن يواجه شي ضغوطاً كبيرة خلال لقائه برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين، حيث تصاعدت الحرب التجارية مؤخراً.

تقود فون دير لاين حملة الاتحاد الأوروبي لخفض الواردات الصينية، بينما فتحت الصين تحقيقاً في أسعار البراندي المستورد من الاتحاد الأوروبي، مما يعكس أجواء التوتر.

محاولات التهدئة وانقسامات أوروبا

ومن المقرر أن يسلط شي الضوء على دور السيارات الكهربائية الصينية في الجهود العالمية للحد من الوقود الأحفوري، كما قد يتطرق إلى الحرب في أوكرانيا، حيث تسعى الصين إلى تقديم نفسها كصانع سلام.

ومع ذلك، فإن تحقيق اختراقات كبيرة في العلاقات مع دول أوروبية كبرى مثل فرنسا وألمانيا سيكون تحدياً ما لم يكن شي مستعداً لتقديم تنازلات.

زيارات صربيا والمجر: ترحيب مختلف

في المقابل، يُتوقع أن تكون زيارات شي إلى صربيا والمجر أقل إثارة للجدل، حيث تتمتع هاتان الدول بعلاقات أقوى مع الصين.

لطالما رحبت صربيا بالاستثمارات الصينية، في حين يتطلع شي إلى تعميق علاقاته مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي انتقد جهود الاتحاد الأوروبي لمساءلة الصين بشأن حقوق الإنسان.

وهكذا، قد يترك شي أوروبا بمشاعر متباينة، ففي حين قد يواجه انتقادات في بعض العواصم، قد يجد ترحيباً في عواصم أخرى، مما يسلط الضوء على انقسامات أوروبا تجاه الصين.