خاص الليبيون ينتظرون.. هل ينجح "المؤتمر الجامع" في إنهاء الفوضى؟

مقدمة

ينتظر الليبيون بشوق عقد "المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة الوطنية" المقرر عقده في مدينة سرت الساحلية يوم 28 أبريل، والذي يأتي وسط تطلعات لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ 13 عامًا. ومع ذلك، يواجه المؤتمر تحديات كبيرة تهدد بإفشاله، أبرزها تراجع مشاركة بعض القوى الرئيسية.

التحديات التي تواجه المؤتمر

غياب قوى أساسية

وفقًا لتقارير وسائل الإعلام وعدد من السياسيين الليبيين، يفتقد المؤتمر لمشاركة قوى سياسية وعسكرية رئيسية، مما يثير الشكوك حول قدرته على تحقيق أهدافه الرامية إلى جمع الفرقاء السياسيين والعسكريين والقبليين في شرق وغرب البلاد.

موقف سلبي للأمم المتحدة

أعرب المبعوث الأممي عبد الله باتيلي عن تشاؤمه بشأن آفاق نجاح المؤتمر، مشيرًا إلى عدم وجود استجابة إيجابية من القادة الليبيين لجهود إحلال السلام. ووصف مواقفهم بـ"الرفض المقصود والرغبة العنيدة في تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى".

موانع سياسية وشخصية

وضع ممثلو القيادة العامة للجيش الوطني الليبي وقادة آخرون شروطًا للمشاركة في المؤتمر، وهو ما يؤشر إلى عدم رغبتهم الحقيقية في التوصل إلى حلول. كما أعلن فريق سيف الإسلام القذافي، ابن الزعيم الليبي الراحل، رفضه المشاركة بسبب استمرار احتجاز بعض رموز النظام السابق.

أهمية نجاح المؤتمر

على الرغم من التحديات، يدعو الخبراء والمسؤولون إلى ضرورة نجاح المؤتمر، مؤكدين أنه يمثل فرصة فريدة لتوحيد الليبيين وإنهاء الفوضى السياسية. ويحذرون من أن فشل المؤتمر سيطيل أمد الأزمة ويهدد استقرار ليبيا والمنطقة بأكملها.

توصيات وتحذيرات

تشمل أبرز التوصيات لتحسين فرص نجاح المؤتمر ما يلي:

• ضمان مشاركة جميع الأطراف الرئيسية.
• دعم جهود المصالحة من قبل المجتمع الدولي.
• التركيز على حق ضحايا الحرب والعدالة الانتقالية.
• تحذير الخبراء من أن غياب ممثلي الجيش الوطني الليبي والقبائل الأمازيغية سيقلل من فرص نجاح المؤتمر بشكل كبير.

الخلاصة

يظل مستقبل "المؤتمر الوطني الجامع" للمصالحة الوطنية في ليبيا غير واضح. وتشير التحديات التي يواجهها إلى احتمالية فشله، لكن الوصول إلى تسوية سياسية وإنهاء الفوضى المستمرة يظل أمرًا حيويًا للأمة الليبية. وستتوقف فعالية المؤتمر على قدرته على التغلب على العقبات وجمع جميع الأطراف المعنية تحت سقف واحد.