ترحيب النهضة البركانية بـ"اتحاد الجزائر" يعيد الاعتبار للقيم المغاربية المشتركة
استقبال اتحاد الجزائر بحفاوة يعكس القيم المغاربية المشتركة
رحب المغاربة بحفاوة بفريق اتحاد العاصمة الجزائري وطاقمه، واستقبلوهم بالحليب والتمر وشعارات الترحيب، وهي لفتة ودّية معتادة لدى الشعب المغربي، الذي قرر هذه المرة أن يتجاوز الإهانة التي تعرض لها فريق النهضة البركانية في مطار هواري بومدين بسبب أقمصة تحمل خريطة المغرب كاملة.
أثار استقبال فريق اتحاد العاصمة إعجاب المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد على إصرارهم على عدم القيام بأي رد فعل يتعارض مع قيمهم. وصرح متابعون أن الجزائر أدخلت السياسة في الرياضة، بينما رد المغرب بإظهار القيم المغاربية في المجال الرياضي.
قيم مغاربية أصيلة
صرح الباحث في علم النفس الاجتماعي زكرياء أكضيض أن المغاربة، من خلال استقبالهم للفريق الضيف بعد أيام من مصادرة أقمصة الفريق المغربي، أعادوا القيم إلى أصلها المغاربي. وأضاف أن هناك قيما واحدة في هذا الفضاء الذي تحاول السياسة إفسادها، لكن الشعوب تتمسك بها، بينما تساهم الإرادة السياسية في رعايتها وهذا ما فعله المواطن المغربي.
وأوضح أكضيض أن القيم المشتركة أقوى من المناخات السياسية الظرفية التي يمكن أن تشحن الأفراد وتورطهم في خطابات متطرفة. وفي إشارة إلى الجزائر، اعتبر أن بعض الفاعلين في المنطقة المغاربية يصرون على إدراج كل شيء في إطار السياسة، وهي خدعة تنطلي على مُحرّكها أكثر من غيره. وهذا يستدعي فاعلا عاقلا مثل المغرب، ليستحضر الامتداد الجغرافي.
قوة متسامحة
قال مهدي عامري، كاتب وباحث جامعي في الفعل التواصلي: "وسط الأزمات المتلاحقة التي يشهدها العالم، يبرز المغرب كنموذج فريد في التعامل مع هذه التحديات، مستمدًا قوته من حكمة الإسلام وسماحته، ومتمسكًا بقيم الكرم والتسامح الراسخة في ثقافته". وأضاف أن هناك توترات سياسية في العديد من الدول، لكن المغرب اختار نهجًا مختلفًا، وأبعد الرياضة عن صراعات السياسة، وعزز قيم التعايش والاحترام بين الشعوب.
وأكد عامري أن نهج المغرب تجاه فريق اتحاد العاصمة يجسد بشكل واضح القيم الإسلامية المغربية، حيث يشدد على أهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة وينبذ التعصب والعنف بكل أشكاله. وأوضح أن تميز المغرب لم يقتصر على حكمة نهجه فحسب، بل تجلى أيضًا في كرمه وتسامحه، فالمغاربة معروفون بحسن ضيافتهم وكرمهم تجاه ضيوفهم، على عكس ما حدث مع فريق مغربي تعرض للتنكيل من قبل سلطات بلاده.
وختم المتحدث قائلاً: "يشكل هذا النموذج الفريد الذي تقدمه المملكة المغربية مصدر إلهام للعالم أجمع، ويثبت أن الحكمة والتسامح هما السبيل الأمثل لحل الأزمات وتعزيز السلام والازدهار. ويواصل المغرب، بفضل حكمة قيادته وشعبه المُحبّ للسلام، مسيرة التقدم والتنمية، ويساهم بشكل فعّال في إرساء قيم التعايش والاحترام بين الشعوب، مغاربية وغيرها".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً