بلينكن في الصين على وقع قانون أميركي لتايوان و«تيك توك»
الزيارة الدبلوماسية لبلينكن إلى الصين
بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة "حاسمة" إلى الصين عقب موافقة الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون أعدته إدارة الرئيس جو بايدن لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان. ويهدف مشروع القانون أيضًا إلى إجبار منصة التواصل الاجتماعي تيك توك على الانفصال عن الشركة الأم الصينية بايت دانس، مما قد يعقد الجهود الدبلوماسية لتهدئة الخلافات بين القوتين العالميتين.
وصل بلينكن إلى شنغهاي، بالتزامن مع إصدار قانون أمريكي يؤكد عزم الولايات المتحدة على الدفاع عن حلفائها وشركائها الرئيسيين في جميع أنحاء العالم. وخصص القانون ثمانية مليارات دولار لمواجهة التهديدات الصينية في تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، ومنح شركة بايت دانس الصينية تسعة أشهر لبيع منصة تيك توك مع تمديد محتمل لمدة ثلاثة أشهر إذا كانت عملية البيع جارية.
تعتبر هذه الرحلة الثانية لبلينكن إلى الصين خلال 12 شهرًا، وهي علامة على استعداد البلدين لمناقشة خلافاتهما حول العديد من النزاعات والقضايا العالمية والإقليمية. حيث تأتي هذه الزيارة بعد محادثات هاتفية بين بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج. كما تلتها زيارة لوزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين لبكين ومحادثة هاتفية بين وزيري الدفاع الأمريكي لويد أوستن والصيني دونغ جيون.
ردود فعل الصين على المساعدات الأمريكية
اعترضت بكين بشدة على المساعدة الأمريكية لتايوان، التي تعتبرها مقاطعة متمردة عن الصين. ونددت على الفور بهذه الخطوة باعتبارها "استفزازًا خطيرًا". كما عارضت بشدة الجهود الأمريكية لفرض بيع تيك توك.
أعربت إدارة بايدن عن "خيبة أملها" من رد فعل الصين على الحرب في غزة. كما أعربت علنًا عن قلقها بشأن دعم الصين للقطاع الصناعي العسكري الروسي، مما سمح لها بتقويض العقوبات الغربية وتكثيف الهجمات على أوكرانيا.
قبل وصول بلينكن إلى شنغهاي، حيث يعقد اجتماعات مع كبار رجال الأعمال قبل التوجه إلى بكين لإجراء محادثات مع نظيره الصيني وانغ يي والرئيس شي، انتقد المكتب الصيني لشؤون تايوان المساعدة الأمريكية للجزيرة. وقال المكتب أن هذه المساعدات "تنتهك بشكل خطير" التزامات الولايات المتحدة تجاه الصين.
مخاوف الولايات المتحدة والصين
من جانبها، تشعر واشنطن بقلق بالغ إزاء عدوانية الصين المتزايدة تجاه تايوان ودول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك فيتنام والفلبين التي لديها نزاعات إقليمية وبحرية كبيرة مع بكين في بحر الصين الجنوبي. كما نددت الولايات المتحدة بالتدريبات العسكرية الصينية حول تايوان.
أصبحت الولايات المتحدة ودول أخرى قلقة للغاية بشأن ما تصفه بـ "الاستفزازات الصينية" في بحر الصين الجنوبي وما حوله. واعترضت الولايات المتحدة بشكل خاص على محاولات الصين إحباط الأنشطة البحرية لكل من الفلبين وفيتنام، وهو الأمر الذي كان موضوعًا رئيسيًا خلال قمة ثلاثية هذا الشهر عقدها الرئيس بايدن مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس الفلبين فرديناند ماركوس جونيور.
وفقًا للمسؤولين الأمريكيين، فإن الحرب في أوكرانيا ستكون موضوعًا رئيسيًا خلال زيارة بلينكن، حيث تعتقد إدارة بايدن أن الدعم الصيني سمح لموسكو بإعادة تشكيل قاعدتها الصناعية الدفاعية إلى حد كبير، مما لا يؤثر فقط على الحرب في أوكرانيا ولكن أيضًا يشكل تهديدًا أوسع لأوروبا.
ؤكدت بكين على حقها في التجارة مع موسكو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، إنه "من النفاق وعدم المسؤولية أن تقدم الولايات المتحدة مشروع قانون مساعدة واسع النطاق لأوكرانيا بينما توجه اتهامات لا أساس لها إلى التبادلات الاقتصادية والتجارية الطبيعية بين الصين وروسيا"".
القضايا الأخرى المطروحة للنقاش
توجد خلافات عميقة بين الولايات المتحدة والصين بشأن حقوق الإنسان في مناطق شينجيانغ غرب الصين والتبت وهونغ كونغ، فضلاً عن مصير العديد من المواطنين الأمريكيين الذين أفادت وزارة الخارجية الأمريكية بأنهم "محتجزون بشكل غير قانوني" من قبل السلطات الصينية. بالإضافة إلى الإمدادات الخاصة لصنع مادة الفنتانيل الأفيونية الاصطناعية المسؤولة عن وفاة الآلاف من الأمريكيين.
قال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الصين بذلت جهودًا لكبح صادرات المواد التي يستخدمها المتاجرون لصنع الفنتانيل، ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. وأضاف: "نحتاج إلى رؤية تقدم مستمر ومستدام"".
الكلمات الدالة
- زيارة أنتوني بلينكن إلى الصين
- المساعدات الأمريكية لتايوان
- بيع تيك توك
- عدوانية الصين في بحر الصين الجنوبي
- دعم الصين لروسيا
- حقوق الإنسان في الصين
- أزمة الفنتانيل
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً