أهمية تقييم نجاعة المياه لتعزيز إنتاجية الواحات في الجنوب التونسي
مقدمة
أظهرت الدراسات الحديثة أن استهلاك المياه في الواحات الجنوبية بتونس يتجاوز احتياجات نخيل التمر بشكل كبير، ويصل إلى 0.66 كيلوغرام لكل متر مكعب من المياه. وقد أشارت هذه الدراسات إلى أن الإسراف في استخدام المياه بسبب أنظمة الري التقليدية يؤدي إلى تملح التربة، مما يهدد إنتاجية نخيل التمر واستدامة الموارد المائية.
أهمية تقييم نجاعة المياه
يتزايد الإقبال على استخدام الموارد المائية للري في المناطق الجافة، بما في ذلك الواحات، لضمان الإنتاج الزراعي اللازم لتلبية احتياجات السكان وتحقيق التنمية الاقتصادية. ولضمان إدارة ناجعة للمياه في أنظمة الواحات، من الضروري تقييم فعالية استراتيجيات وممارسات الري المستخدمة من خلال مؤشرات مثل إنتاجية المياه، والتي تتطلب قياس كميات المياه اللازمة لإنتاج كمية محددة من الغذاء.
إنتاجية المياه في الواحات الجنوبية
تتميز الواحات الجنوبية بتونس بالظروف المناخية القاحلة وقلة هطول الأمطار وتواتر الأحداث المناخية المتطرفة. وتتكون الواحات من نوعين رئيسيين: الواحات التقليدية والحديثة. يبلغ إجمالي مساحة الواحات التقليدية حوالي 16138 هكتار، وتتسم بكثافة عالية لأشجار النخيل وأنواع الفاكهة ونظام ري تقليدي. بينما تشغل الواحات الحديثة مساحة قدرها 41917 هكتار، وتعتمد على نظامي إنتاج: زراعة نخيل التمر وتنمية التمور عالية الجودة للتصدير. كشفت الدراسات أن نظام الري المستخدم في هذه الواحات يؤثر بشكل كبير على إنتاجية نخيل التمر، حيث يتجاوز الإمداد المائي المبلغ عنه لري النخيل الاحتياجات الفعلية للمحصول، مما يتراوح بين 20 ألف إلى 30 ألف متر مكعب من المياه لكل هكتار سنويًا. ونتيجة لذلك، فإن متوسط إنتاجية المياه في هذه الواحات منخفض نسبيًا، حيث يقدر بحوالي 0.66 كيلوغرام من الثمار لكل متر مكعب من المياه.
الخاتمة
تؤكد هذه الدراسات على أهمية تقييم نجاعة المياه في الواحات الجنوبية بتونس لتعزيز إنتاجية نخيل التمر واستدامة الموارد المائية. ومن خلال تحسين أنظمة الري وتقليل الاستهلاك المفرط للماء، يمكن للمزارعين زيادة إنتاجية المياه وحماية التربة والمياه الجوفية من التدهور.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً