"التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهما بشكل جيد"

التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران: فشل في قراءة النوايا

لم يكن الرد الإسرائيلي المحدود على إيران هو التصعيد الذي كان يخشاه قادة العالم، بما فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن. إذ حثوا إسرائيل مرارًا على وقف سلسلة الأحداث الخطيرة التي بدأت باغتيالها لقائد عسكري إيراني كبير في دمشق في أبريل 2023.

بعد أكثر من ستة أشهر من هجمات حماس على إسرائيل، لا يزال القتال مستمرًا في غزة وامتد إلى المنطقة الحدودية اللبنانية الإسرائيلية، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

هجمات إيران على إسرائيل: تغيير قواعد اللعبة

قللت إيران من أهمية الهجوم على أصفهان، ونفت في البداية حدوث أي هجمات، ولكن في وقت لاحق، قال محلل على التلفزيون الرسمي إنها أسقطت طائرات مسيرة أطلقتها "عناصر متسللة". ونشرت وسائل الإعلام الرسمية صورًا لما يبدو أنها طائرات مسيرة صغيرة.

وكان هذا الهجوم ردًا على هجوم نفذته إيران يوم السبت، ففي هجوم نادر، وجهت إيران ضربات مباشرة من أراضيها على إسرائيل. أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة، تم إسقاط معظمها بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية بدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن.

سوء تقدير متبادل يقود إلى التصعيد

كشفت الأزمة عن سوء الفهم بين إيران وإسرائيل، وكلاهما ارتكب أخطاء في التقدير أدت إلى تفاقم التوترات بينهما.

اعتقدت إسرائيل أن إيران ستكتفي بالتعبير عن غضبها على اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي في دمشق ولن ترد. لكن إيران اعتبرت الهجوم انتهاكًا لسيادتها، بينما زعمت إسرائيل أن المبنى المستهدف لم يتمتع بالحماية الدبلوماسية لأنه كان يُستخدم كموقع عسكري للحرس الثوري الإيراني.

هل ينتهي التصعيد أم يتصاعد؟

إذا لم يتبع الهجوم على أصفهان المزيد من الهجمات، فيمكن أن تهدأ التوترات الحالية. ومع ذلك، فإن الهجوم يسلط الضوء على فشل إيران وإسرائيل في فهم نوايا بعضهما البعض، على الرغم من الرقابة المكثفة التي يمارسها كل منهما على الآخر.

يدعو حلفاء المنطقة، وخاصة الحكومات الغربية، إيران وإسرائيل إلى إنهاء التصعيد. ولكن حتى إذا كانت هذه نهاية المرحلة الحالية من الأزمة، فقد تم تجاوز "خطوط حمراء" غير مسبوقة. لقد ضربت إيران إسرائيل بشكل مباشر، وردت إسرائيل عليها بنفس الطريقة. وهذا يشكل تحولًا في اللعبة التي تحكم الصراع الإيراني الإسرائيلي منذ فترة طويلة.