العلاقات العُمانية الإماراتية: شراكة استراتيجية وعلاقات أخوية متينة

المقدمة

تتميز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة بأهمية استراتيجية مبنية على أسس من الأخوة والتعاون المشترك، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، بفضل حرص القيادة الحكيمة للبلدين على تعزيز هذه الشراكة بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.

التعاون الاقتصادي والتجاري

التجارة والاستثمار

تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 نحو 5 مليارات و439 مليوناً و152 ألفاً و530 ريالاً عُمانيًّا. وتصدر سلطنة عُمان إلى دولة الإمارات منتجات معدنية ومنتجات الصناعات الكيماوية، بينما تستورد منها الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية. وتتصدر دولة الإمارات قائمة الدول التي تستقطب الاستثمارات العُمانية المباشرة بالخارج، كما أن الاستثمارات الإماراتية في سلطنة عُمان تتركز في قطاعات الصناعة والمال والمصارف والسياحة.

القطاع الخاص

يلعب القطاع الخاص في البلدين دوراً حيوياً في تعزيز العلاقات الاقتصادية، ويعد من أهم محركات التعاون لتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي. وتوفر سلطنة عُمان فرصاً عديدة للاستثمار في قطاعات الصناعات الدوائية، ومستحضرات التجميل، والطاقة، والعقارات، والمعدات الإنشائية والصناعية، والقطاع المالي والمصرفي، والسياحة.

التعاون في مجالات أخرى

البنية التحتية والنقل

أسست سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة شركة "عُمان والاتحاد للقطارات" لتصميم وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، بهدف تعزيز كفاءة سلاسل التوريد والتجارة عبر الحدود وربط المناطق الاقتصادية.

السياحة

يشهد التعاون السياحي بين البلدين ازدهاراً مستمراً، حيث تستقبل المنشآت السياحية في البلدين أفواجاً من السياح من الدولتين، كما أن هناك العديد من الاستثمارات السياحية المشتركة التي ساهمت في زيادة أعداد السائحين.

التعليم والثقافة

يتعاون البلدان في المجال التعليمي والثقافي من خلال إقامة الفعاليات والأنشطة المشتركة، وتشارك سلطنة عُمان في معارض الكتب بدولة الإمارات، كما تشارك جهات ثقافية وإعلامية من الإمارات في معرض مسقط الدولي للكتاب سنوياً.