اكتشاف يحسّن فهم تشكّل الجنين في أولى مراحله
اكتشاف آليات تكوين الجنين البشري المبكر
حقق الباحثون مؤخرًا تقدمًا كبيرًا في فهم الآليات التي تمكن الخلايا البشرية الأولى من تكوين جنين، مما يلقي الضوء على المراحل الأولية من حياة الإنسان.
نُشرت نتائج هذه الدراسة الرائدة في مجلة "نيتشر" العلمية، وتُعد الأولى التي تتناول آلية تكوين الجنين البشري.
آلية الانضغاط: اللبنة الأساسية لتكوين الجنين
بعد أيام قليلة من الإخصاب، تنقسم الخلية الجذعية إلى مجموعة من الخلايا (حوالي عشر خلايا). تتقارب هذه الخلايا بعد ذلك وتتكتل معًا في عملية تُعرف باسم 'الانضغاط'، مما يؤدي إلى تكوين الجنين المبكر.
في هذه المرحلة، فقط تبدأ الخلايا في التمايز، وتتطور تدريجياً إلى أعضاء مختلفة، لتشكل في النهاية شكلًا بشريًا مميزًا. لذلك، تعتبر خطوة الانضغاط الأولى هذه ضرورية للغاية.
الانقباض الخلوي: القوة الدافعة الحقيقية وراء الانضغاط
دحضت الدراسة الاعتقاد السائد بأن الالتصاق بين جدران الخلايا هو القوة الدافعة الرئيسية وراء الانضغاط. بدلاً من ذلك، اكتشف الباحثون أن الانقباض الخلوي، الذي تتقلص فيه الخلايا، هو الآلية الأساسية التي تدفع الخلايا نحو بعضها البعض.
يقول الباحث الرئيسي جان ليون ميتر: 'يمكنك تخيل مجموعة من الأشخاص يمسكون أيدي بعضهم البعض' ثم يتقاربون تدريجياً. ولتأكيد هذه النتائج، فحص الباحثون خلايا الأجنة غير المستخدمة أثناء التلقيح الاصطناعي (IVF)، والتي تم تجميدها في مراحل مختلفة (بين ثلاثة وخمسة أيام).
أظهرت النتائج زيادة قدرة الخلايا على الانقباض مع تقدم المرحلة، دون أي تغيير كبير في التصاق جدران الخلايا. واستنتج الباحثون أن الآلية الأولى، وليس الثانية، هي التي تلعب الدور الرئيسي في تقارب الخلايا وتكوين الجنين.
تداعيات محتملة وإمكانيات مستقبلية
يوضح ميتر أن 'ما يجعل الخلايا تلتصق ببعضها ليس كمية المواد اللاصقة، بل قدرات الانقباض هذه'. ويضيف: 'هذا ليس مفاجئًا على الإطلاق'.
أظهرت الدراسات على مدار العقدين الماضيين آليات مماثلة في ذباب الفاكهة والثدييات مثل الفئران. ومع ذلك، فإن التفاصيل تختلف بين البشر والحيوانات الأخرى، مثل توزيع آلية الانقباض داخل الخلية.
توفر هذه الدراسة فهمًا أعمق للجنين البشري، ولكنها لا تتوقع نتائج عملية فورية. ومع ذلك، يمكن تخيل أنه في المستقبل، ومع اكتساب هذه المعرفة، قد يكون من الممكن تسهيل تكوين الأجنة المخصبة في المختبر. وفي الوقت الحالي، يتم اختيار الأجنة التي اجتازت بنجاح مرحلة الانضغاط الأولية للزرع.
تمثل هذه الدراسة تقدمًا كبيرًا في مجال فهم المراحل الأولى من تكوين الحياة البشرية، وهو مجال بحث شهد نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. تهدف دراسات مثل هذه إلى إلقاء الضوء على كيفية بناء الكائن البشري وإثراء فهمنا لهذه العملية المعقدة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً