يوم الأسير… ذكرى مختلفة على وقع "الإخفاء القسري" في غزة (بورتريه)

يوم الأسير الفلسطيني: ذكرى تحمل مرارة الإخفاء القسري في غزة

مقدمة كل أسير فلسطيني هو حكاية، وتحمل كل حكاية بين دفتيها آلامًا ودموعًا واشتياقًا وندوبًا تركت آثارها في قلب وروح كل فلسطيني. ويحتفل الفلسطينيون بيوم الأسير الفلسطيني في 17 أبريل من كل عام تخليدًا لإطلاق سراح أول أسير فلسطيني محمود بكر حجازي عام 1965.

مأساة أسرى غزة يأتي "يوم الأسير الفلسطيني" هذا العام بمزيد من المرارة مع فتح ملف "أسرى غزة" الذين يزيد عددهم عن 5 آلاف ولا يُعرف مصيرهم. يحتجزهم الاحتلال الإسرائيلي في معتقلات سرية حيث تمارس كل أنواع الفظائع والجرائم ضد المدنيين الذين اختارهم الاحتلال عشوائيًا للتنكيل بهم والانتقام منهم.

سجون الاحتلال: معاناة لا تنتهي اعتقلت إسرائيل منذ عام 1967 أكثر من مليون فلسطيني، بينهم أكثر من 16 ألف سيدة وفتاة وطفلة، أي أن أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني مروا بسجون الاحتلال. ويوجد حاليًا أكثر من 9500 معتقل في سجون الاحتلال، منهم 80 معتقلة وأكثر من 200 طفل، وهذا لا يشمل معتقلي غزة الذين يخضعون لجريمة (الإخفاء القسري). وقد قدمت الحركة الأسيرة 252 شهيدًا منذ عام 1967 نتيجة للإهمال الطبي والتعذيب والعزل الانفرادي.

أشكال التعذيب التي يمارسها الاحتلال يواجه الأسرى الفلسطينيون العديد من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، بما في ذلك الضرب وشنق الأطراف والتعذيب بالماء والحرمان من النوم والحرمان من العلاج الطبي. وتستند قرارات الاعتقال الإداري إلى "الملف السري" الذي تقدمه أجهزة مخابرات الاحتلال، وهو قانون تعسفي يعود إلى أيام الانتداب البريطاني على فلسطين.

قطاع غزة: سجن مفتوح يعيش الشعب الفلسطيني في سجن كبير بلا جدران وقضبان، إذ تحيط غالبية القرى والمدن الفلسطينية بجدار الفصل العنصري وبنقاط التفتيش وبالحواجز العسكرية، بالإضافة إلى المستوطنين الصهاينة الذين يمارسون أعمال البلطجة والقتل والتدمير ضد القرى الفلسطينية. ويُعد قطاع غزة أكبر نموذج لهذا السجن المفتوح، حيث تحول إلى أكبر معتقل مفتوح على وجه الأرض منذ إغلاق جميع المعابر ومنع دخول أية بضائع أو خروج ودخول سكانه إلا بشروط وضمن الحد الأدنى.

عملية طوفان الأقصى: إبادة جماعية على الهواء مباشرة أبرزت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 معاناة الفلسطينيين على اتساع المشهد. لقد مارست إسرائيل عملية إبادة جماعية بحق شعب على الهواء مباشرة وعلى مرأى العالم دون أن يبدي العالم أية ردود فعل. وخسرت إسرائيل خلال هذه العملية صورتها المزيفة وتعرضت لانتقادات واسعة من العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع.