"ورقة مساومة".. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتجاز روسية
الأسرى الأوكرانيون في روسيا: ورقة مساومة
تحتجز السلطات الروسية آلاف المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتجاز مختلفة في روسيا وبيلاروسيا والمناطق المحتلة من أوكرانيا. وتعتبر الحكومة الأوكرانية أن هذا الاعتقال غير قانوني وتطالب بالإفراج عن المحتجزين.
وقد أكد مكتب أمين المظالم الأوكراني رسميًا احتجاز حوالي 1700 مدني أوكراني، لكن باحثين في مجال حقوق الإنسان يقدرون أن العدد الفعلي أعلى بخمسة إلى سبعة أضعاف. وفي المجمل، يوجد حوالي 37 ألف أوكراني - من البالغين والأطفال المدنيين والعسكريين - في عداد المفقودين. وتشير الشهادات والوثائق إلى احتجاز الأسرى المدنيين في سجون ومستعمرات عقابية ومراكز احتجاز احتياطية في مناطق بعيدة مثل مقاطعتي إيركوتسك وكراسنويارسك في سيبيريا.
محاولات روسيا استخدام الأسرى كأداة تفاوض
يعتقد مسؤولو المخابرات الأوكرانية أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) والحرس الوطني الروسي مسؤولان عن احتجاز الأسرى المدنيين الأوكرانيين. وقد ذكر مفوض حقوق الإنسان في أوكرانيا، دميترو لوبينيتس، أن روسيا تسعى للاعتراف بالأسرى الأوكرانيين كمقاتلين عسكريين ومنحهم وضع أسرى الحرب من أجل إنشاء "بنك" يمكن استخدامه في عمليات تبادل الأسرى. وأكد لوبينيتس أن هذا الاعتراف غير قانوني وخطير، لأنه يعرض الأوكرانيين في المناطق المحتلة لخطر أكبر للاحتجاز واستخدامهم كورقة مساومة في المفاوضات.
انتهاك القانون الدولي
يؤكد القانون الدولي الإنساني أنه في أوقات النزاع، يجب السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول بشكل منتظم إلى المحتجزين للتحقق من أنهم يتلقون معاملة إنسانية ولإعادة التواصل مع عائلاتهم. ويجب أيضًا إخبار الشخص عن سبب احتجازه وأن يكون قادرًا على استئناف القرار. غير أن روسيا ترفض السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إلى الأسرى المدنيين الأوكرانيين، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
مرافق الاحتجاز ومواقعها
حددت جماعات حقوق الإنسان حوالي 130 مكانًا للاحتجاز في جميع أنحاء روسيا والمناطق المحتلة في أوكرانيا، حيث يُحتجز المدنيون الأوكرانيون. ومن بين هذه المرافق، مركز الاحتجاز الاحتياطي في سيمفيروبول، الذي أصبح مرادفًا لحملة الإرهاب الروسية في شبه جزيرة القرم. كما أنشأت روسيا منشآت احتجاز جديدة لتوسيع قدرتها على احتجاز الأسرى الأوكرانيين، بما في ذلك مرفق في تشونهار بالقرب من جسر يؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
الآثار الإنسانية للاحتجاز
يعاني الأسرى الأوكرانيون من ظروف قاسية وظالمة في مراكز الاحتجاز الروسية. ويواجهون التعذيب والضرب والحرمان من الرعاية الطبية والطعام الكافي. كما أنهم يفتقرون إلى الاتصال بالعالم الخارجي، مما يتسبب في معاناة كبيرة لأسرهم وأصدقائهم.
تحذيرات منظمات حقوق الإنسان
حذرت منظمات حقوق الإنسان من أن احتجاز المدنيين الأوكرانيين في روسيا يرقى إلى جريمة الحرب. وطالبت بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إليهم. كما دعت منظمات حقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ضد روسيا لانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً