هل إسرائيل في ورطة بعد الهجوم الإيراني؟ وما حدود ردها المتوقع؟
هل الكيان الصهيوني في ورطة بعد الهجوم الإيراني؟
قررت القيادة السياسية والأمنية الصهيونية الرد بشكل واضح وحاسم على الهجوم الإيراني، في خطوة لا مفر منها للاحتلال الغارق في إشكالية الردع التي تهشمت منذ السابع من أكتوبر، إذ جاء الرد الإيراني ليهشم ما تبقى من الصورة التي حاول الاحتلال إظهارها.
يرى الباحث والمحلل السياسي سليمان بشارات أن إسرائيل في معضلة كبيرة تتمثل في اتجاهين:
- في حال عدم الرد: سيشكل ذلك حالة ضعف كبيرة للاحتلال، محاولاً ترميم حالة الردع التي تهشمت في السابع من أكتوبر، إلا أن الضربة الإيرانية زادت من هذا التهشم.
- في حال الرد بقوة: سيفتح جبهة أمام العالم ككل، خاصة أن العالم غير مستعد للدخول في حرب مفتوحة.
حدود الرد الإسرائيلي المتوقعة
إذا كان الرد ضعيفًا، سيظهر حجم إسرائيل وضعفها، والتي كان الجميع يحسب لها حسابًا ويخشى تحركاتها العسكرية، وبالتالي ستصبح كل هذه الهالة من الماضي، ولن تكون لها مستقبل في المفاهيم العسكرية والجيوسياسية، وفي إثبات قدراتها في منطقة الشرق الأوسط.
ويعتقد بشارات أن الاحتلال أمام اختبار صعب قد يترجم بحالة انفلات بشكل أو بآخر، وخطوات غير محسوبة، وقد نكون أمام تحول دراماتيكي سريع.
ويضيف: "حتى نكون واقعيين، فإن الخشية الدولية وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية التي وفرت غطاء للاحتلال أمام الضربة الإيرانية، فإن إسرائيل لم تعد صاحبة القرار في تنفيذ الرد، لأنها بذلك ستخرج عن النسق الذي رسمه الحلفاء، وهذا يمثل مشكلة للاحتلال".
مكاسب وخسائر الكيان الصهيوني
يرى الباحث والمحلل السياسي ماجد أبو دياك أن هناك فوائد جناها الكيان من الضربة الصاروخية الإيرانية، تتلخص في:
- تحشيد القوى الغربية للدفاع عنه، ومساهمة بعض الدول العربية للأسف في ذلك.
- محاولة استعادة صورة الضحية التي فقدها خلال العدوان على غزة.
- استفادة نتنياهو من هذه المواجهة في محاولة إطالة الصراع، والظهور أمام خصومه أنه لا يزال يحظى بدعم أمريكي غربي.
لكن جميع هذه المكاسب لحظية وستتبخر بمجرد انتهاء هذه الجولة، خاصة أن الكيان أظهر باستمرار حاجته لأمريكا والغرب في الدفاع عنه، وهذه هي المرة الثانية التي يظهر بها بهذا الشكل، وهذا سيضعف المكانة الاستراتيجية للكيان في المنطقة، ويظهره وكأنه عالة على أمريكا والغرب بدلًا من أن يكون حصنًا متقدمًا للدفاع عن مصالحه.
ويؤكد أبو دياك أنه سيكون هناك رد، لأن الكيان لا يريد أن يظهر بأنه تمت مهاجمته دون أن يرد، ولكنه على الأغلب سيكون محدودًا بسبب الضغوط الأمريكية الشديدة والتخوف من رد إيراني ربما يكون أقوى وتستخدم فيه أسلحة أكثر تطوراً، وهذا يشكل في حد ذاته تراجعًا في صورة إسرائيل وتقييدًا لإمكاناتها ودورها في المنطقة.
تداعيات محدودة على الجبهة الداخلية
يرى المحلل السياسي علي البغدادي أنه لا دلائل نجاح نتنياهو في صرف الأنظار عن غزة، فما زالت أخبار غزة تتصدر عناوين القنوات والصحف الغربية. كما نفى فكرة توحيد الجبهة الداخلية، مشيرًا إلى المظاهرات المناهضة لسياساته وتصريحات داخل البيت الإسرائيلي التي تنتقد نتنياهو.
وأشار البغدادي إلى أن المواقف الدولية ظلت على حالها ولم يطرأ مثلاً تغيير على مواقف الدول المعارضة لسياسات الاحتلال.
وأكد البغدادي أن نتنياهو يسعى لجر المنطقة إلى مواجهة شاملة، محاولاً إدخال إيران بقوتها في الحرب الأمر الذي سيستدعي تدخلاً أمريكيًا.
أما عن حدود الرد الإسرائيلي، فيربطها البغدادي بالسقف الأمريكي المسموح، ولفت إلى قدرة الولايات المتحدة على ضبط السلوك الإسرائيلي أصبحت أكبر، خاصة بعد انكشاف عدم قدرة الاحتلال عن الدفاع عن نفسه بمفرده، مؤكدًا أن خروج نتنياهو عن الضوء الأمريكي سيكون محدودًا.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً