"موات" الشعراء العرب "الأحياء" في محنة غزة الأخيرة!
غياب الأصوات الشعرية العربية المعاصرة في أحداث غزة الأخيرة
كانت كلمات الشاعر نزار قباني الراحل (1923-1998) في حواره مع الإعلامي السوري مروان الصواف بمثابة الإلهام بالنسبة لي، ووفرت تفسيرًا منطقيًا لـ "موات" الشعراء العرب المعاصرين خلال محنة غزة الأخيرة.
بيئة سياسية غير آمنة؟
قد يعتقد البعض أن البيئة السياسية العربية الحالية ليست آمنة، مما قد يدفع المبدعين إلى ممارسة رقابة ذاتية لتجنب الصدام مع السلطات. لكن هذا التبرير غير مقبول بالنظر إلى أن جيل الشعراء السابقين الذين شكلوا هويتنا الوطنية كتبوا قصائد سياسية قوية في بيئات أمنية أكثر قمعًا.
تراجع دور الشعراء المعاصرين
في الوقت الحاضر، يفتقر الشعراء العرب المعاصرون إلى الحضور الفاعل في قضايا الهم العام، وذلك على النقيض من الجيل السابق الذي أغنى المكتبة العربية بمجموعة واسعة من الأعمال الأدبية. وكان نزار قباني من بين الذين تساءلوا عن غياب دور الشعراء المعاصرين في مواجهة القضايا السياسية، خاصة في ظل ظروف الحياة الصعبة التي يعيشونها.
أمثلة الشعراء السابقين
تُظهر السيرة العائلية للشاعر محمد الماغوط، على سبيل المثال، أنه لم يتنازل عن مبادئه على الرغم من الظروف القاسية التي مر بها. فقد كتب قصائد سياسية صريحة في وقت كان فيه هدفًا مباشرًا لأجهزة الأمن العربية.
نموذج نزار قباني
كتب نزار قباني قصيدته الشهيرة "خبز وحشيش وقمر" عام 1954، ولم يخشَ إقالته من وظيفته الدبلوماسية الرفيعة. وقد أغضبته قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" الطيف السياسي العربي بأكمله، مما أدى إلى منع نشر أعماله في مصر. ومع ذلك، بقي نزار ثابتًا في مواقفه واستقال لاحقًا من منصبه، مؤكدًا أنه لن يكون أداة للرقابة.
خاتمة
إن ظاهرة التخلي عن قضايا الهم العام كانت موجودة بين شعراء المقاومة السابقين، لكن الخلود كتب لمن انحاز لهموم الأمة. ومات شعر من تخلوا عنها بموتهم وانتقالهم إلى الرفيق الأعلى. ويجب على الشعراء العرب المعاصرين أن يتخذوا موقفًا واضحًا من القضايا التي تؤثر على شعوبهم وأن يحيوا تراث الجيل السابق الذي ألهم أجيالاً من القراء والمبدعين.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً