مقدمات الكتب.. عبد السلام شدادى فى "ابن خلدون.. الإنسان ومنظر الحضارة"
![مقدمات الكتب.. عبد السلام شدادى فى "ابن خلدون.. الإنسان ومنظر الحضارة" مقدمات الكتب.. عبد السلام شدادى فى "ابن خلدون.. الإنسان ومنظر الحضارة"](https://img.3agel.news/OoHx0wc_HmeYZ24FEYj-lbsgVSsd8KKgqGSlmNZLy68/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvZGJ/3aTVBN2/50bkN5Q/1hsUFh4/TFh2d3N/CVzA1Mm/ozSXZMO/WExc0JF/cS53ZWJ/w.webp)
مقدمة
يُعد ابن خلدون شخصية بارزة تشغل موقعًا مميزًا في الثقافة العربية والإسلامية، حيث اشتهر بعبقريته الاستثنائية التي جعلته ظاهرة إعجازية في عصره وما بعده.
إعادة اكتشاف ابن خلدون وإسهاماته
بعد إعادة اكتشاف ابن خلدون منذ حوالي قرنين، برزت جهود مهمة في العقود اللاحقة لإعادة تشكيل صورة أكثر واقعية عن مؤلفه الشهير، بالإضافة إلى تقدير مساهماته القيمة في مجال الأنثروبولوجيا بشكل أفضل. وقد ساهم كتاب "ابن خلدون الإنسان ومنظر الحضارة" لعبد السلام شدادي في هذا الاتجاه، حيث يهدف الكتاب إلى تقديم رؤية شاملة لابن خلدون وكتاباته في ضوء نتائج الأبحاث الحديثة عن عصره والفكر الإسلامي الكلاسيكي والوسيط.
استخدامات مؤلفات ابن خلدون بين العلماء
استُخدمت مؤلفات ابن خلدون طوال التاريخ على نحو متباين، فقد بدأ اهتمام العلماء بها منذ القرن التاسع عشر من قِبل علماء اللغة الذين اكتشفوه أولاً، ثم انتقل الاهتمام إلى المؤرخين الذين وجدوا في مؤلفاته ثروة من المعلومات القيمة، وأخيرًا أصبح ابن خلدون مصدر إلهام لعلماء الاجتماع والأنثروبولوجيا.
وقد انتقل الاهتمام تدريجيًا من الملامح التاريخية في مؤلفات ابن خلدون إلى الجوانب السوسيولوجية والاقتصادية والجغرافية والأنثروبولوجية، حيث برزت "المقدمة" لكتاب العبر على أنها تحفة فكرية وُصِف مؤلفها بأنه عقلاني وحداثي، واعتُرِف به كرائد مهد الطريق للعلوم الاجتماعية.
وفي العقود الأخيرة، ظهرت دراسات معمقة حول جوانب مختلفة من فكر ابن خلدون، مما أدى إلى رؤية أكثر توازناً حول أفكاره ومكانته في عصره وضمن الفكر الإسلامي بشكل عام. وقد أكدت الدراسات الحديثة على الجوانب السوسيولوجية والأنثروبولوجية لدى ابن خلدون، مما عزز مكانته بين علماء الأنثروبولوجيا الحديثين الذين يعتبرونه أحد أهم علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا على مر العصور.
تحديات إدماج ابن خلدون في العلوم الإنسانية الحديثة
رغم إدماج ابن خلدون في العلوم الإنسانية الحديثة، إلا أن ذلك أثار بعض التحديات. إن تميز ابن خلدون بأنه ينتمي إلى عصر ماضى ولكن أفكاره لا تزال حديثة يطرح إشكالية في التعامل معه فكريًا. كيف يمكن أن يكون عالمًا في عصرين مختلفين؟ وفي حين يتم التعامل مع مفكرين آخرين من الثقافة الإسلامية على أنهم مفكرون ينتمون إلى ثقافة مختلفة تمامًا، فإن حالة ابن خلدون تقدم نموذجًا فريدًا لمشكلة العلاقات بين التقاليد العلمية الحديثة وما قبل الحداثية وغير الغربية.
هذا السؤال هو محور تفكيرنا حول مؤلفات ابن خلدون، ويدفعنا لمحاولة فهمها بدقة في سياق المجتمع والثقافة العربية الإسلامية والمغربية على وجه الخصوص، وذلك مع إجراء مقارنات مع الفكر القديم والفكر الغربي الحديث. وبالرغم من استبعادنا القرون الوسطى الغربية من مقارنتنا، إلا أننا نأمل أن نلقي الضوء على مكانة الثقافة العربية الإسلامية ومجتمعاتها ضمن التاريخ الكوني لانبثاق العالم الحديث.
![مقدمات الكتب.. عبد السلام شدادى فى "ابن خلدون.. الإنسان ومنظر الحضارة" مقدمات الكتب.. عبد السلام شدادى فى "ابن خلدون.. الإنسان ومنظر الحضارة"](https://img.3agel.news/DKrRZQ1S8w2LqW8sMdP8leuqPwago9lIv62aZZLk5Aw/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvQWx/QT2lZNE/xHSDRZc/3lPRVg4/TkVTZHd/acUdDVj/F3cEp0V/2xrM0Rk/Si53ZWJ/w.webp)
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً