مقتل سرور يطرح فرضيّات معقّدة بشأن عمل الموساد في لبنان ولا يستبعد تورّط "حزب الله" أو جهات أخرى
فرضية تورط الموساد في اغتيال الصراف محمد سرور
تتركز التحقيقات الأولية على فرضية تنفيذ جهاز الموساد الإسرائيلي عملية اغتيال الصراف محمد سرور، خاصةً نظرًا لعلاقاته المالية بحركة "حماس" وفصائل فلسطينية في غزة، بالإضافة إلى إدراجه على قوائم العقوبات الأمريكية. وقد فتح ذلك الباب أمام التساؤل حول مدى قدرة هذا الجهاز الاستخباراتي على العمل بحرية في لبنان وتنفيذ عمليات أمنية.
ومع ذلك، لم يستبعد خبراء عسكريون وقوف جهات محلية أخرى وراء عملية الاغتيال. ويؤكد الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العميد خالد حمادة على صعوبة تفسير تحرك شخص مطلوب دوليًا مثل سرور إلى منطقة خارج نطاق حماية "حزب الله" الأمني بمفرده، دون مرافقة، وقصده لمنزل لا يثق بسكانه لسحب مبلغ من المال.
دور حزب الله وجهات أخرى محتملة
ويرى حمادة أن الموساد قد لا يكون الجهة التي خططت ونفذت العملية، بل ربما جهات أخرى لها مصلحة في تصفية سرور، خاصةً بعد أن أصبح "ورقة محروقة" بسبب العقوبات وتقييد دوره المالي بين "حزب الله" و"حماس". إلا أنه لا يستبعد امتلاك سرور لمعلومات مهمة قد تؤدي إلى كشف شبكات مالية، ما قد يدفع "حزب الله" نفسه أو جهات محلية أخرى للوقوف وراء العملية.
تاريخ الموساد في لبنان وعملياته البارزة
وفي حال صحت فرضية تورط الموساد في عملية الاغتيال، فإنها لن تكون الأولى من نوعها لهذا الجهاز في لبنان. فقد سبق أن نفذ الموساد عمليات عديدة على الأراضي اللبنانية، وشهدت فترات تاريخية معينة، مثل الحرب الأهلية، نشاطًا لافتًا له. واستهدف حينها قيادات منظمة التحرير الفلسطينية أو سعى لجمع معلومات عن حركة "فتح" العسكرية وحلفائها.
ومن أبرز العمليات التي نفذها الموساد في لبنان:
- اغتيال الأديب الفلسطيني غسان كنفاني بسيارة مفخخة في بيروت عام 1972.
- اغتيال القيادات الفلسطينية كمال عدوان ومحمد يوسف النجّار وكمال ناصر في بيروت عام 1973، حيث شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في العملية.
- اغتيال القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية علي حسن سلامة في بيروت عام 1979.
كيفية عمل الموساد في لبنان
يناقش العميد حمادة آليات عمل أجهزة الاستخبارات، مشيرًا إلى أنها تهدف إلى خدمة الأهداف السياسية لدولتها، بما في ذلك جمع المعلومات وتنفيذ العمليات الأمنية والتدخل في الانتخابات والمجالات الأخرى ذات الصلة.
ويرى حمادة أن الموساد ينشط في لبنان من خلال عملاء رسميين أو متعاملين غير مدركين لعملهم لصالحه. بالإضافة إلى التنسيق مع أجهزة أمنية أخرى ذات مصالح مشتركة أو التواصل مع شخصيات مهمة.
ويتم الفصل بين الجهة التي تخطط للعملية وتلك التي تنفذها، فقد يقوم الجهاز الاستخباراتي بالتخطيط لكن العنصر المنفذ قد يكون تابعًا له أو متعاملًا معه أو عنصرًا تابعًا لجهاز عسكري. ويمكن لجهاز الاستخبارات واحد التخطيط لعملية لكن تنفذها قوات من جهاز آخر لدولة مختلفة.
ثغرات الأمن اللبناني وسهولة الاختراق
يؤكد حمادة على ضعف قدرات الأجهزة الأمنية اللبنانية المحلية وغياب التنظيم والتنسيق فيما بينها. كما يشير إلى وجود أكثر من مليوني ونصف المليون من الأجانب بين نازحين ولاجئين وعمّال، ما يزيد من سهولة الاختراق.
كما يرى حمادة أن عدم وجود رؤية أمنية موحدة في لبنان وعدم تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية وعدم تحديد نطاق عمل كل جهاز بشكل واضح يسهل من عمليات الاختراق.
ويختتم حمادة بالتأكيد على أن لبنان ساحة مفتوحة لأجهزة المخابرات المتنوعة، وأن الموساد ليس اللاعب الوحيد بل إن المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والسورية والإيرانية نشطة على الساحة اللبنانية أيضًا، ورحلة إصلاح هذا الواقع تبدأ من حصر قرار الدولة بمؤسساتها الحكومية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً