فصول لأطفال غزة في المخيمات.. «العلم سلاح جبار»
التعليم في خيام قطاع غزة: الأمل يقاوم الدمار
مقدمة رغم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي المتواصل على مخيمات قطاع غزة، فإن أطفال القطاع يواصلون نضالهم من أجل التعليم، متحدين الظروف القاسية التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي فرضها عليهم.
فصول دراسية في الخيام داخل خيمة قماشية بسيطة في مدينة رفح، يجلس عشرات الطلاب النازحين يتلقون دروسهم على يد معلمين متطوعين، بعد أن دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدارسهم. وبإمكانيات متواضعة، يحاول المعلمون غرس الأمل في نفوس هؤلاء الأطفال وتزويدهم بالتعليم الذي حرمهم منه الاحتلال.
ضحك وتعلم يحاول المعلمون تخفيف آثار الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأطفال النازحون، وخاصة أولئك الذين فقدوا أحباءهم في الحرب، من خلال الجمع بين التعلم والأنشطة الترفيهية. وتقول جميلة حلاوة، إحدى المعلمات المتطوعات: "نسعى لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للأطفال حتى يشعروا بالسعادة، فهم أذكياء ويتوقون للتعلم، فكيف لنا أن نتخلى عنهم؟"
مقاعد دراسية وقرطاسية عمل المعلمون المتطوعون على توفير مقاعد دراسية بسيطة حتى يشعر الطلاب بأنهم في مدارسهم التي دمرتها الحرب. وتقول المعلمة المتطوعة ياسمين فاطر: "رغم قلة الإمكانيات، فقد قدم لنا النجارون مقاعد خشبية، ويحاول الجميع المساعدة من أجل تعليم أطفالنا، ونحن نعمل على توفير الكتب والأقلام اللازمة حتى لا يفقدوا ما فقدوه في مدارسهم".
أصوات العلم تتعالى أصوات المعلمين داخل الخيمة القماشية، حيث يدرسون للأطفال اللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى تعليم القرآن الكريم وتجويده. تقول إحدى المعلمات: "كيف لا نعلمهم كتاب الله؟ لقد كان حافظًا لهم في خضم الحرب، وسنعمل على إنشاء خيام أخرى في أماكن مختلفة لتعليم الأطفال".
خسارة وحلم نزحت المعلمة ياسمين من وسط قطاع غزة إلى رفح بعد أن فقدت عددًا من أفراد أسرتها، وقررت تكريس نفسها لتعليم الأطفال بالمجان كنوع من المساعدة وتعويضًا عن فقدان أطفال شقيقها. تقول ياسمين: "كان أبناء أخي يحلمون بأن يصبحوا أطباء، لكن الحرب قضت على أحلامهم، فقلت لنفسي إنه يتعين عليّ تحقيق أحلامهم في الأطفال النازحين، لذلك أعلمهم وأساعد في تربية جيل واعٍ قادر على المقاومة والصمود".
محاولات الفرح يبذل المعلمون قصارى جهدهم لإسعاد الأطفال النازحين وجذبهم إلى التعليم. تقول إحدى المعلمات: "حاولنا تزيين الخيمة من الداخل والخارج لجذب انتباه الأطفال، وفوجئنا برغبتهم وتذكرهم لما تعلموه قبل الحرب، ونسعى لدعمهم نفسيًا من خلال المتطوعين وتزيين الكتب وإقامة أنشطة ترفيهية".
ختام رغم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي، فإن الأطفال في قطاع غزة يتمسكون بحقهم في التعلم ويسعون جاهدين لتحقيق أحلامهم من خلال الفصول الدراسية في المخيمات. وبدعم من المعلمين المتطوعين والمجتمع المحلي، يواصل هؤلاء الأطفال نضالهم من أجل مستقبل أفضل، مؤكدين أن التعليم هو السلاح الأقوى في مواجهة الظلم والاحتلال.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً