عصابات السطو والسلب تروّع عابري طريق مطار بيروت
طريق مطار بيروت: منفذ اقتصادي أم مسار خطير؟
تحولت الطريق التي تربط مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بالعاصمة بيروت وبقية المناطق اللبنانية إلى بؤرة للأعمال الإجرامية، حيث تنتشر عصابات السلب والسطو المسلحة وتستهدف المارة دون رحمة.
وبعد أشهر من الفوضى الأمنية التي حولت الطريق إلى كابوس، تحركت الأجهزة الأمنية وألقت القبض على عدد من أفراد هذه العصابات، وهم من اللبنانيين والسوريين، في أحياء مختلفة من الضاحية الجنوبية والبقاع.
أسباب تفشي العصابات الإجرامية على طريق المطار
ويرى مراقبون أن الصحوة الأمنية المتأخرة جاءت بتوجيه من حزب الله، بعد أن رفع الغطاء عن هذه العصابات التي تتحرك في المنطقة الواقعة ضمن المربع الأمني التابع له. وقد شكلت هذه العصابات عبئًا كبيرًا على الحزب، حيث كان أفرادها يهربون في عمق الضاحية الجنوبية ويلجأون إليها، ثم يستأنفون نشاطهم الإجرامي في اليوم التالي.
أساليب العصابات وطرق اختيار الضحايا
تختار العصابات بعناية الوقت والمكان المناسبين لتنفيذ عملياتها، حيث تستغل ساعات الليل المتأخرة أو ساعات الفجر الأولى لاستهداف ضحاياها من القادمين إلى المطار أو المغادرين منه.
وفقًا لمصدر أمني، يحمل أفراد العصابات أسلحة بشكل دائم لتهديد الضحايا وسرقتهم أو الاستيلاء على سياراتهم. ويستهدفون الأوقات التي يكون فيها الطريق خاليًا من المارة، وينتشرون عند تقاطعات الطرق، مما يسهل عليهم الهرب بعد تنفيذ عملياتهم.
آثار تفشي العصابات على أمن الطريق
لم تعد حوادث طريق المطار تقتصر على السلب والسطو، بل أصبحت مسرحًا للفوضى الأمنية التي تثير الخوف لدى المواطنين الذين يتجنبون عبوره بعد حلول الظلام.
ويشير الخبير الأمني العميد ناجي ملاعب إلى أن ما يحدث على طريق المطار هو نتيجة حتمية لسياسة الأمن الذاتي التي ينادي بها البعض في لبنان. فقد حول حزب الله الضاحية الجنوبية إلى بؤرة أمنية خارجة عن سيطرة الدولة، مما جعلها ملاذًا للمجرمين والخارجين على القانون.
الإجراءات الأمنية المتخذة لمواجهة العصابات
أدت عمليات السطو المتكررة إلى مقتل سائق سيارة أجرة داخل نفق طريق المطار في أواخر مارس 2023. كما تظهر مقاطع فيديو متداولة شبانًا مسلحين يلاحقون رجلاً على دراجة نارية لسرقتها في المنطقة نفسها.
رفض مصدر مطلع على أجواء حزب الله الاتهامات الموجهة إليه بحماية مرتكبي هذه الجرائم، مؤكدًا أن الحزب من أكثر المتضررين من ظاهرة السلب والسطو المسلح. ونفى وجود أي حماية من الحزب لهؤلاء أو وجود مناطق أمنية يلجأون إليها.
وأوضح المصدر أن الحزب يقدم باستمرار التسهيلات والمعلومات التي لديه للوصول إلى مخابئ العصابات واعتقال أفرادها. وأضاف أن هناك تعاونًا بين الأجهزة الأمنية والحزب من جهة، وبين الأجهزة والشرطة البلدية في الضاحية الجنوبية من جهة أخرى، والتي تعمل على تسيير دوريات للمراقبة ومكافحة السرقات وتسليم المطلوبين إلى الدولة.
ومع ذلك، شدد المصدر على أن الظاهرة التي بدت واضحة ومخيفة على طريق المطار لا تقتصر على هذه المنطقة أو على الضاحية، بل إنها موجودة في معظم المناطق، خاصة وأن الأزمة الاقتصادية تسببت في انتشارها بشكل مخيف ودفعت العصابات إلى ارتكاب جرائمها بوقاحة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً