سلافوي جيجك: إنشاء دولة يهودية هو وضع نهاية لليهودية كدينٍ
سلافوي جيجك: تأسيس دولة يهودية ينهي اليهودية كدين
- فيلسوف ما بعد الحداثة ونقد الأيديولوجيات
يُعد سلافوي جيجك مفكرًا فريدًا غالبًا ما يتم اتهامه بخروج عن السياق لأنه أحضر الفلسفة إلى المجال اليومي وجردها من أسلحتها المتعالية. وقد خاض في السياسة بدافع الشهوة الشخصية والشغف بالمغامرة، وكذلك في الأيديولوجيا انطلاقًا من أوهام الشيوعي المتمرد الذي لا يثق كثيرًا في بديهيات الصراع الطبقي وكراهية الرأسمالية. كما عمل في علم النفس باعتباره ممارسات في التطهير والاعتراف، مستعيراً كل الأدوات السريرية من جاك لاكان لإثبات أن هذا العلم المخادع يربط بين أزمة الجنس وأزمات الوجود والجسد والثورة.
- الشعبوية والاستعراضية
يتميز جيجك بشعبويته واستعراضيته. فهو يدعونا إلى ممارسات سقراطية، ويجعل الشارع منصة له، والحكمة خطابًا يوميًا. كما يستخدم النكات والكاريكاتير كعناصر رمزية لكشف "المسكوت عنه" في الحروب والقمع السياسي وإدانة انتهازية "المجتمع الدولي" وصمته على الأخطاء الكبرى التي تقود العالم إلى الكارثة.
- التحديات البيئية والتهديدات الجديدة
يؤمن جيجك بأن تحديات "التلوث" و"النفايات" يمكن أن تدمر العالم أكثر من الدمار النووي. ولهذا يسعى إلى تعزيز شعبيته من خلال منصات التواصل الاجتماعي، داعيًا إلى حماية المناخ والبيئة ومواجهة الاحتباس الحراري ومنع صناعة الأسلحة النووية والترويج للطاقة الخضراء التي يعتبرها أكثر إنسانية. ويعتقد أن الحرب البيولوجية قد تكون هي الحرب القادمة، سواء في شكل جائحة "كوفيد-19" أو من خلال مظاهر المناخ المُهدد بالتلوث وارتفاع درجات الحرارة أو أعمال العنف المتزايدة للجماعات المهمشة أو الاحتجاجات الشعبية والصراعات الاجتماعية والأيديولوجية في جميع أنحاء العالم، والتي قد تترافق مع بوادر "حرب باردة جديدة".
نقد المركزية الأوروبية
يربط جيجك علاقة العنف والكراهية بالأيديولوجيا ويؤكد على دور المركزية الأوروبية في صياغة تمثلاتها للحضارة ووصم الآخرين. ويتتبع تاريخ هذه المركزية من كانط ونيتشه إلى هايدغر وصولًا إلى موقفه من الصراع بين روسيا وأوكرانيا والعدوان الإسرائيلي على غزة، معبرًا عن قلقه إزاء الطبيعة المتغيرة للنزاعات التي قد تتطور إلى تهديدات وأشكال معقدة من الحروب التي لم يتحملها الأوروبي. وهذا القلق ناتج عن شعور الأوروبيين بالذنب التاريخي إزاء الآخرين والذي يقودهم دائمًا إلى أوهام التطهير.
يرى جيجك أن نقد المركزية الأوروبية ليس مجرد مسألة تاريخية، ولكنه أيضًا نقد الاستشراق وممارساته السياسية والاقتصادية والأيديولوجية التي تنطلق من فكرة المركزية وتؤسس لها أجهزة صيانة تقوم على العنف والاغتيال والعقوبات واستنزاف الثروات والسيطرة الإعلامية. ويؤكد أن المركزية ليست بريئة، وقد فرضت في سياق التداول كموجهات لتوصيف هامشية الآخر وعزلته، عبر اختراعات جيوسياسية مثل "العالم الثالث" و"الشرق الأوسط" و"الدول النامية".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً