سرقة القرن وغرق الشوارع.. ضربتان على رأس ديالى تفتحان عينها على "رحلة الفساد المعتّق"

فساد مستشرٍ في ديالى

دفعت موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت محافظة ديالى إلى غرق مناطق واسعة من مدينة بعقوبة ومدن أخرى، مما أثار غضبًا كبيرًا ومطالبات بمحاسبة الفاسدين ومراجعة ملفات الفساد في المحافظة.

وقال رئيس منظمة ديالى لحقوق الإنسان، طالب الخزرجي، إن غرق أجزاء كبيرة من بعقوبة على الرغم من إنفاق عشرات المليارات من الدنانير على مشاريع البنية التحتية، يكشف زيف شعارات التعمير ويشير إلى فشل ذريع في مواجهة موجة أمطار استمرت لمدة ساعة فقط، متسائلًا كيف سيكون وضع المدن الرئيسية في ديالى إذا استمرت موجة الأمطار لساعات أطول.

وأضاف الخزرجي أن ديالى استلمت مئات المليارات من الدنانير في موازنات متعددة العناوين في السنوات الماضية، لكن الواقع يشير إلى أننا أمام محافظة منكوبة بكل التفاصيل، وقد كشفت الأمطار المستور. ودعا إلى ضرورة تشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس الوزراء للكشف عن حجم الفساد في ديالى.

ثراء مريب لمسؤولين في ديالى

وأشار الخزرجي إلى أن ثراء بعض المسؤولين والموظفين يحتاج إلى إعادة نظر والسعي للكشف عن مصادر ثرواتهم التي تعطي مؤشرات على حجم الأموال التي حصلوا عليها رغم محدودية رواتبهم.

وقال حسن علي، السياسي المستقل، إن استمرار الفساد في ديالى جاء من حصانة بعض القوى لشخصيات لم تكن تملك أي شيء قبل عام 2003 والآن أصبحت من الأثرياء. ولفت إلى أننا أمام مشهد مافيات مسلحة ومسيطرة تهدد كل من يعترض أو يرفع شعار مكافحة الفساد.

غسيل الأموال وسرقة القرن

وأشار علي إلى أن قضية "سرقة القرن" التي استمرت فصولها 5 سنوات لا يمكن أن ينفذها موظفون صغار في قسم الحسابات، مؤكدًا أنها بداية لكشف المستور وحقيقة نهب أموال ديالى منذ سنوات. وقال إن غسيل الأموال من أبرز علامات الفساد في ديالى من خلال شراء العقارات والأراضي مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسب وصلت إلى 70% خلال سنوات.

تعهد السوداني بمكافحة الفساد في ديالى

أقر النائب مضر الكروي بأن الفساد المتراكم يشكل حلقة تهدد الأمن والاستقرار في ديالى ويفاقم أزماتها. وقال إن "سرقة القرن" ليست سوى بداية لكشف نهب الأموال بشكل ممنهج تورط فيه فاسدون كثر.

وأضاف أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، يدرك خطورة الفساد في ديالى وتعهد بتشكيل فريق رفيع المستوى للنظر في جميع ملفات الفساد ومحاولة استرجاع الأموال المنهوبة في "سرقة القرن" في بعقوبة. وأوضح الكروي أن بعض الأموال قد استردت بالفعل في الأيام الماضية بعد تحديد أسماء المتورطين.