رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
صادق خان: مسيرة نجاح استثنائية في قلب التنوع اللندني
ولاية ثالثة غير مسبوقة
حقق صادق خان، رئيس بلدية لندن العمالي، إنجازًا تاريخيًا بالفوز بولاية ثالثة، ليصبح أول شخص يُنتخب ثلاث مرات لشغل هذا المنصب منذ إنشائه عام 2000. وقد فاز خان (53 عامًا)، وهو ابن مهاجرين باكستانيين، بولاية أولى عام 2016 وأصبح بذلك أول مسلم يقود عاصمة غربية كبرى. وبفوزه في هذه الولاية الثالثة، متغلبًا بفارق كبير على منافسته المحافظة سوزان هول، تجاوز فترة حكم سلفه المحافظ بوريس جونسون، الذي انتُخب رئيسًا لبلدية لندن لفترتين.
إرث من التغيير والتقدم
في خطابه الذي أعقب إعلان النتائج، أعرب خان عن فخره وتشرفه بالفوز، معربًا عن أمله بأن تكون هذه السنة "عام تغيير كبير" مع "حكومة عمالية". كما أشاد بالانتصار الذي حققته الحملة التي دافعت عن "مدينة لا ترى في تنوعنا نقطة ضعف بل قوة وترفض الشعبوية وتتقدم". ومن خلال فترتي ولايته السابقتين، عارض خان بقوة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد تعهد في هذه المرة بأن يجعل مدينته "أكثر عدلاً وأمانًا وخضرة للجميع". كما يريد توسيع برنامج الوجبات المجانية لتشمل جميع تلاميذ المدارس الحكومية.
جذور متواضعة والتزام بالشمولية
وُلد صادق خان في أكتوبر 1970 لعائلة باكستانية هاجرت إلى بريطانيا، ونشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة في حي توتينغ الشعبي في جنوب لندن. كان والده سائق حافلة ووالدته خياطة. شكلت هذه النشأة المتواضعة هويته السياسية، حيث لا يفوت أي فرصة للحديث عن جذوره المتواضعة وصيام رمضان وعدم شرب الكحول واتباعه للصلاة اليومية. ويجسد صادق خان إحدى قصص نجاح العاصمة الإنكليزية التي تفتخر بتنوعها، حيث يحدد 46٪ من سكانها أنفسهم بأنهم من أصل آسيوي أو أفريقي أو مختلط أو "آخرون". وفي طفولته تعلم الملاكمة ليواجه أي مضايقات بسبب أصله الباكستاني.
مستقبل لندن: العدالة والإنصاف للجميع
يتطلع خان في ولايته الثالثة إلى معالجة العديد من التحديات التي تواجه لندن، بما في ذلك أزمة الإسكان وارتفاع معدلات الجريمة والتلوث. وقد تعهد ببناء 40 ألف وحدة سكن شعبية إضافية ووعد باتخاذ إجراءات للقضاء على التشرد في لندن بحلول عام 2030. كما أشرف مؤخرًا على توسيع نطاق الضريبة على المركبات الملوثة في لندن الكبرى، وهي خطوة يعتقد أنها ستساعد في تحسين جودة الهواء في المدينة.
رمز التنوع ونضال مستمر ضد التعصب
مثل خان رمزًا للتقدم والشمولية خلال فترة ولايته، حيث أشاد بدور المجتمع المسلم في لندن وعارض بشدة الإسلاموفوبيا. وقد تعرض لهجوم من بعض السياسيين المحافظين بسبب آرائه، لكنها لم تثن عزيمته عن الدفاع عن قيم التسامح والاحترام. ولا يزال صادق خان شخصية مثيرة للجدل، لكن إنجازاته ونضاله من أجل العدالة والمساواة يجعله رمزًا للأمل في مدينة متنوعة وديناميكية مثل لندن.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً