باحثون: الفيلة تتبادل "التحية" فيما بينها عبر هذه الإشارات!
![باحثون: الفيلة تتبادل "التحية" فيما بينها عبر هذه الإشارات! باحثون: الفيلة تتبادل "التحية" فيما بينها عبر هذه الإشارات!](https://img.3agel.news/sNhAuHRTkPK4dDXOu6EUTOHS6J41pRAQuTxQg3fCBjM/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvbVd/OZGFNTm/ZPa2FMM/kNTWEdD/ckE5MG4/yQzl6eG/1sNnpHN/ktJdkpp/Qi53ZWJ/w.webp)
إشارات التحية بين الأفيال: نظرة ثاقبة على تواصلها الاجتماعي
تتجاوز أساليب التواصل بين الكائنات حدود الصوت واللغة المنطوقة، حيث توظف الثدييات الرئيسة مثل البشر والشمبانزي والقردة إيماءات حركية لنقل رسائل محددة عند التواصل مع بني جنسها. وينطبق الأمر نفسه على الأفيال الأفريقية التي أثبتت دراسة أجراها فريق بحثي من جامعة فيينا في النمسا، ونُشرت في المجلة العلمية Communication Biology، اعتمادها على إشارات حركية عند تبادل التحية مع أفراد مجموعاتها، وتختلف هذه الإشارات حسب رؤيتهم لبعضهم البعض أو عدمها.
تركيبات الإيماءات الصوتية والحركية للأفيال
بصفتها عالمة أحياء سلوكية بجامعة فيينا، تقول الباحثة فيستا إليوتيري: "عندما تريد من شخص ما إعطاءك شيئًا ما، فعليك الإشارة إليه حتى يعرف ما تريده. وبالمثل، عندما تريد الاستهزاء بشخص ما، عليك إظهار تعبيرات معينة على وجهك أو استخدام نبرة صوت معينة ليفهم من حولك أنك تمزح". ولتحديد ما إذا كانت الأفيال تستخدم تركيبات مماثلة من الإيماءات الصوتية والحركية، درس فريق البحث مجموعة من الأفيال في محمية جافوتا الطبيعية في زيمبابوي خلال نوفمبر وديسمبر عام 2021.
وخلال الدراسة، رصد الباحثون 1014 إيماءة حركية و268 تعبيرًا صوتيًا استخدمتها الأفيال لتحية بعضها البعض. اعتمد فريق البحث على جمع البيانات من أعلى منصة مرتفعة تطل على مساحة مفتوحة بها بركة مياه حيث يمكن متابعة الأفيال من جميع الزوايا من مسافة 200 متر. ولتعزيز آليات تبادل التحية بين الأفيال، استخدم الباحثون أسلوبًا لفصل الأفيال عن بعضها ثم جمع شملهم مرة أخرى. وخلال التجربة، أبعد حراس المحمية الأفيال عن بعضها لمسافة 200 متر لمدة عشر دقائق ثم سمحوا لها بالاقتراب من بعضها مرة أخرى من تلقاء نفسها، مع تكرار هذه التجربة مرتين على الأقل يوميًا حتى لا تشعر الأفيال بالتوتر جراء التباعد. واكتشف الباحثون أن الأفيال تتبادل التحية من خلال سلسلة من الإيماءات والأصوات، مثل تحريك الأذن أو فردها أو هز ذيولها أو رفعها لأعلى. واتضح من الملاحظة المستمرة أن تحريك الأذن هو أكثر أنواع التحية شيوعًا بين الأفيال، وأن هذه الإيماءة أكثر انتشارًا بين الإناث عنها عند الذكور. كما لوحظ أيضًا أنه في 71 في المائة من مواقف تبادل التحية، اعتمدت الأفيال على وسائل أخرى مثل التبول أو التبرز أو إفراز روائح معينة من بعض الغدد الموجودة فقط في أجسام الأفيال.
إدراك فردي بين الأفيال
وفقًا للدكتورة إليوتيري: "السمع والشم حواسان مهمان للغاية بالنسبة للأفيال، وبالتالي فقد خضعتا لدراسات وأبحاث مستفيضة سابقة. لكن هناك اعتقاد سائد بأن الأفيال ضعيفة البصر، وبالتالي لا تعتمد كثيرًا على الرؤية عند التواصل مع بعضها البعض". وتابعت في تصريحات لموقع بوبيولار ساينس المتخصص في الأبحاث العلمية: "لقد قدمنا الدليل على أن الأفيال تتبادل الإيماءات الحركية أثناء التحية، وتعتبر هذه الدراسة أول وصف منهجي لأنواع الإشارات الحركية المختلفة والتركيبات المتعددة التي تلجأ لها الأفيال أثناء التحية".
كشفت الدراسة أن طرق التواصل بين الأفيال تختلف حسب ما إذا كانت تنظر إلى بعضها أم لا، بمعنى أن الفيل على الأرجح يعتمد على الإشارات الحركية مثل هز الأذن أو التلويح بخرطومه عندما يرى أن الفيل المتلقي ينظر إليه. في حين أنه يعتمد على إصدار أصوات معينة مثل القعقعة عن طريق هز الأذن أو اللمس بطرف الخرطوم للتعبير عن التحية عندما يجد أن الفيل الملتقي لا ينظر إليه. ذكرت الباحثة إليوتيري أن بعض الإيماءات كانت تبدو عشوائية للوهلة الأولى، ثم اتضح لاحقًا أن الأفيال تقوم بعمل تركيبات من الإشارات الحركية والأصوات من أجل إيصال رسائل معينة إلى أقرانها، مما يلقي بعض الضوء على احتمال وجود خصائص نحوية في لغة الأفيال.
كما تشير الدراسة إلى أن الأفيال تعدل أسلوب التواصل باختلاف المواقف، أي عندما تكون في دائرة رؤية الفيل الملتقي أو لا، مما يعزز خاصية الإدراك الفردي بين أفراد القطيع الواحد والترابط الاجتماعي بين الأفيال. تؤكد الدراسة أيضًا أن أنظمة التواصل متعددة الأوجه تطورت بين فصائل مختلفة من الثدييات، حيث أن بعض أنواع الشمبانزي والقرود تتواصل مع بعضها بشكل مختلف حسب ما إذا كانت تتبادل النظر أم لا أثناء عملية التواصل، وتجمع بين التعبير الصوتي والحركي حسب السياق أثناء عملية التواصل. ورغم وجود بعض الاختلافات بين الأفيال والقردة، فإنها تتشارك في قدراتها العقلية المتطورة والحياة الاجتماعية المعقدة التي تعيش فيها وسط أقرانها.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً