دراسة تكشف نظام غذاء البشر قبل ظهور الزراعة!

نظام غذائي نباتي قبل الزراعة

مع الثورة الزراعية الهائلة التي حدثت منذ ما يقرب من 11500 عام في الشرق الأوسط، انتقل الإنسان من نمط حياة الصيد وجمع الثمار الذي ساد لما يزيد عن 300 ألف عام، إلى أسلوب حياة جديد يقوم على الزراعة.

ولكن ماذا كان نظام الإنسان الغذائي قبل تلك النقلة النوعية؟ هذا السؤال كان لغزًا محيرًا بسبب ندرة البقايا البشرية المحفوظة جيدًا من تلك الفترة. إلا أن الأبحاث الحديثة أزاحت الستار عن بعض الحقائق المثيرة للاهتمام.

دراسة ثقافة الأيبيروموروسيين

ركزت الدراسة على تحليل البقايا البشرية لثقافة الأيبيروموروسيين، وهي ثقافة من الصيادين وجامعي الثمار سكنت أجزاء من المغرب وليبيا منذ 11 ألف إلى 25 ألف عام. وتشير النتائج إلى نظام غذائي غني بالنباتات بشكل مذهل.

• تحليل البقايا البشرية: فحص الباحثون البصمات الكيميائية الموجودة في عظام وأسنان سبعة أشخاص من الأيبيروموروسيين، بالإضافة إلى أسنان منفصلة يعود تاريخها إلى 15 ألف عام. كشفت النتائج عن نسبة عالية من العناصر مثل الكربون والنيتروجين والزنك والكبريت والسترونتيوم، وهي مؤشرات على وجود كميات كبيرة من النباتات في النظام الغذائي.

• مجموعة متنوعة من النباتات: عُثر في الموقع على بقايا نباتات برية صالحة للأكل، مثل الجوز الحلو والصنوبر والفستق والشوفان والبقوليات. تكشف تجاويف الأسنان عن الاعتماد على الأنواع النباتية النشوية.

• صيد الأغنام البربرية: بالإضافة إلى النباتات، لعبت الأغنام البربرية دورًا مهمًا في نظامهم الغذائي، كما يتضح من العظام المكتشفة في الكهف.

أهمية الدراسة

• تحدي الاعتقاد السائد: كسرت هذه الدراسة الاعتقاد السائد بأن نظام الصيادين الغذائي كان يعتمد بشكل أساسي على البروتين الحيواني. وأظهر الأدلة وجود نسبة عالية من النباتات في قوائم طعام الأيبيروموروسيين.

• إدراج النباتات في النظام الغذائي: تشير النتائج إلى أن إدراج كميات كبيرة من النباتات في النظام الغذائي قد بدأ في وقت مبكر مما كان يُعتقد سابقًا، قبل تطوير الزراعة.

• استقرار نمط الحياة: يشير استخدام الأيبيروموروسيين للكهف كمسكن وموقع دفن على مدار فترات طويلة من العام إلى نمط حياة أكثر استقرارًا من التجوال المستمر بحثًا عن الطعام. وحقيقة استغلالهم للنباتات التي تنضج في مواسم مختلفة وتخزينها للتعويض عن النقص الموسمي في الفرائس، يسلط الضوء على مهاراتهم في التكيف والتخطيط طويل المدى.

وبذلك، تقدم هذه الدراسة رؤى جديدة ومثيرة للاهتمام حول نظام الإنسان الغذائي قبل الزراعة، مما يشير إلى اعتماد كبير على النباتات في وقت مبكر من التطور البشري