خبراء: التغير المناخي يستوجب خطوات أوروبية أكثر فاعلية
الآثار المتزايدة لتغير المناخ في أوروبا
حذر خبراء دوليون مؤخرًا من العواقب المتزايدة لتغير المناخ، والتي تؤثر على ملايين الأوروبيين. وقد جاءت هذه التحذيرات بعد صدور تقرير حديث كشف عن ارتفاع استثنائي في درجات الحرارة في أوروبا خلال العام الماضي، مما أدى إلى أحداث مناخية متطرفة، بما في ذلك موجات حر مميتة وفيضانات مدمرة وحرائق غابات واسعة النطاق.
يؤكد التقرير، الذي أعدته "كوبرنيكوس لتغير المناخ" التابعة للاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، على الحاجة إلى الاستفادة من أحدث التقنيات العلمية لتطوير حلول تساعد المجتمعات الأوروبية على التكيف بفعالية مع أزمة المناخ المتصاعدة. وأشارت سيليستي ساولو، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن هذه الأزمة هي التحدي الأكبر الذي يواجه الجيل الحالي في العالم، وأن الخسائر المحتملة الناجمة عن التقاعس عن اتخاذ إجراءات لمواجهتها تفوق بكثير أي تكاليف متوقعة للعمل المناخي نفسه.
الأرقام المقلقة من تقرير حالة المناخ الأوروبي
يكشف تقرير "حالة المناخ الأوروبي" عن حقائق مقلقة حول تأثير تغير المناخ في القارة. فقد شهد عام 2023 ثاني أعلى ارتفاع في درجات الحرارة في أوروبا منذ بدء تسجيل البيانات. حيث بقيت درجات الحرارة أعلى من المتوسط خلال 11 شهرًا من أصل 12 شهرًا، بما في ذلك سبتمبر الذي كان الأكثر دفئًا على الإطلاق. نتيجة لذلك، سُجلت عدد قياسي من الأيام التي شهدت "إجهادًا حراريًا شديدًا". وشهدت دول جنوب أوروبا هذه الظاهرة لمدة تتراوح بين 60 و80 يومًا، بينما شهد جنوب إسبانيا أطول فترة لها. وفي اليونان، اندلعت أكبر حرائق غابات في تاريخ أوروبا بأكمله.
أوروبا: القارة الأسرع ارتفاعًا في درجة الحرارة
أظهر التقرير أيضًا أن ارتفاع درجة الحرارة في أوروبا خلال عام 2023 كان ضعف الارتفاع المسجل على مستوى العالم تقريبًا. فبينما ارتفعت درجة حرارة أوروبا بمقدار 2.3 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ارتفع متوسط درجة حرارة الأرض بمقدار 1.3 درجة فقط. وهذا يجعل أوروبا القارة الأسرع ارتفاعًا في درجة الحرارة في العالم. وتؤكد البيانات أن الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة قد زادت بنسبة 30٪ خلال السنوات العشرين الماضية. تضمنت الفترة من 2020 حتى الوقت الحاضر السنوات الثلاث الأكثر دفئًا في تاريخ أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، فقد سُجلت السنوات العشر الأكثر سخونة في القارة منذ عام 2007، أي خلال 17 عامًا فقط.
إشارات إيجابية وسط التحديات
ومع ذلك، تضمن التقرير أيضًا بعض الإشارات الإيجابية. إذ تتجه أوروبا حاليًا بشكل متزايد نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. وفي العام الماضي، استفادت دول القارة من هذه المصادر لتوليد الكهرباء بنسبة قياسية. ومن المتوقع أن تستمر هذه الجهود في الحد من اعتماد أوروبا على الوقود الأحفوري والمساهمة في التخفيف من آثار تغير المناخ.
الخلاصة
يؤكد تقرير "حالة المناخ الأوروبي" على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات أكثر فاعلية في مواجهة تحديات تغير المناخ. ويحث الخبراء صانعي السياسة والمواطنين على اتخاذ خطوات جادة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتكيف مع الآثار المتزايدة لأزمة المناخ. فالوقت ينفد، ويجب علينا العمل معًا لبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً