خاص منتجات القمح في قفص الاتهام.. كيف أصبح الخبز مادة سامة؟
القمح في عالمنا المعاصر
تُعتبر منتجات القمح من المواد الغذائية الأساسية في العديد من دول العالم، وتُعتمد عليها بشكلٍ كبير في النظام الغذائي اليومي. لكن في السنوات الأخيرة، ظهرت تحذيرات تحيط بمخاطر تناول منتجات القمح، والتي تُنسب إلى جانبها بأنها تحمل أضرارًا صحية محتملة.
ووفقًا لإحصاءات البنك الدولي، يعتمد حوالي 35% من سكان العالم على القمح في غذائهم. وتُعد مصر ثاني أكبر مُستورد للقمح في العالم بعد إندونيسيا، فيما تحتل الجزائر المرتبة السادسة، والمغرب الثامنة، وذلك حسب منظمة "وورلد توب إكسبورتس".
القمح المعدل.. وهم الإنتاج مقابل صحتنا
لقد ظل أجدادنا يتناولون القمح لقرون دون أن تظهر عليهم أي آثار ضارة. ولكن مع ظهور تقنيات الزراعة المكثفة والتعديل الوراثي التي تهدف إلى زيادة الإنتاج والقضاء على الآفات الزراعية، بدأت نباتات القمح في إنتاج كميات أكبر مما كانت عليه في السابق.
ويؤكد استشاري التغذية العلاجية، عماد الدين فهمي، على أنه لا يمكن اعتبار القمح سيئًا في حد ذاته، ولكن منتجاته الحديثة هي التي تحمل المخاطر. وقد لاحظنا أن أهل الصعيد في مصر، الذين يعتمدون على إنتاج القمح الأصلي الذي توارثوه عن أجدادهم، لا يعانون من أي مشاكل صحية عند تناول منتجاته.
وترتكز مشكلة القمح المعدل على أن الشركات تُركز على زيادة الإنتاج دون إجراء دراسات كافية على سلامة المنتج. وبالتالي، من الضروري التمييز بين القمح الأصلي الذي لا يُسبب أي ضرر، وبين القمح المعدل وراثيًا والمهجن.
أضرار القمح المعدل.. سمٌ يتسلل إلينا
لقد زادت شركات صناعة الغذاء من كمية الغلوتين في القمح، مما حوله إلى مادة يمكن أن تتسبب في الحساسية لدى الكثير من الناس، حتى لو لم يدركوا ذلك. وقد تظهر أعراض الحساسية على شكل صداع أو انتفاخ أو غيرها من الأمراض الناتجة عن تناول القمح المصنع.
وتتمثل أبرز مشكلات القمح المعدل ومنتجاته في النقاط التالية:
-
عدم قدرة بعض الأشخاص على تكسير الغلوتين الموجود في الخبز، مما يتسبب في سوء امتصاص واضطرابات في الجهاز الهضمي.
-
مع مرور الوقت واستمرار هذه المشكلة، قد يؤدي عدم امتصاص الغلوتين إلى أمراض مناعة ذاتية وارتشاح في الأمعاء.
-
إن القمح في الأصل حبة كاملة مفيدة للإنسان، لكن التدخل البشري بنزع الغلاف المكون من الألياف حوله إلى نشا سريع الامتصاص يؤدي إلى رفع الدهون الثلاثية ومستوى السكر في الدم، ويهضم بسرعة فيسبب الجوع السريع، ويقضي على البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، ويحول الكانديدا في الجهاز الهضمي إلى عدو يُسبب العديد من المشاكل.
-
إضافة مادة مبيضة على الدقيق المعدل والتي تمتزج مع الغلوتين في الدقيق المطحون لتنتج مادة ألوكسان، والتي عند تجربتها على الفئران تسببت في إصابتها بالتهابات في المخ والسكري وانهيار البنكرياس.
-
إضافة مادة البوتاسيوم بروميد على العجين الذي يُخبز حتى يبقى طريًا لأيام، وهذه المادة مُسرطنة.
-
رش بعض أنواع القمح بمبيدات مسرطنة.
وتستغل الشركات العالمية هذا الوضع من خلال تسويق منتجات خالية من الغلوتين. ولكن تجدر الإشارة إلى أن تناول الخبز الأصلي غير المعدل وراثيًا لا يسبب أي مشاكل صحية، حتى بالنسبة للأشخاص المصابين بحساسية الغلوتين.
الانتباه إلى الغلوتين.. عدو خفي
يُعتبر الغلوتين مادة تُحافظ على الرطوبة وتعطي قوامًا معينًا للأطعمة، لذا فهو يُستخدم في العديد من الصناعات الغذائية الأخرى التي نتناولها، مثل القهوة، والشاي، والشوكولاتة، والصلصات، والمايونيز، واللحوم المصنعة، والحلويات، والأطعمة المجمدة، والشوربات الجاهزة، والحليب، ومرقة الدجاج، والشوفان وغيرها. وبالتالي، فإن وجود حساسية الغلوتين يتطلب الامتناع عن العديد من الأطعمة أو تقليل تناولها.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً