تكييفات من زمن فات.. كيف واجه المصريين القدماء ارتفاع درجات الحرارة؟
فنون التهوية الطبيعية غير المباشرة
واجه المصريون القدماء ارتفاع درجات الحرارة باستخدام أساليب مبتكرة للتهوية الطبيعية غير المباشرة. في مقبرة سنوسرت عنخ التي تعود إلى عام 1972 قبل الميلاد، تم إنشاء مدخنة تهوية عمودية ودهليز هابط به متاريس ووصل نفق هوائي بسطح الأرض لتوفير الهواء النقي وإخراج الهواء الساخن. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن هذا النفق لعب دورًا حيويًا في تصريف رطوبة التربة.
كانت الملاقف الهوائية على شكل مثلثات تُستخدم أيضًا في مباني تل العمارنة، كما ظهرت في رسومات مقابر طيبة من عام 1300 قبل الميلاد. تُبين الرسوم ملقفًا مزدوجًا، أحدهما لضخ الهواء البارد والآخر لتصريف الهواء الساخن.
ابتكارات التبريد في الحضارات الإسلامية
في عهد الأمويين، استخدم الحجاج بن يوسف الثقفي الملاقف الهوائية في مدينة واسط بتمرير ألواح الجليد من خلالها، ما أدى إلى تبريد الهواء الخارج منها. وفي عهد أبي جعفر المنصور العباسي، تم استخدام الخيش المبلل بالماء الذي كان ينصب على قبة أو شرائح، مما يوفر تبريدًا فعالاً.
تشير نصوص كتاب "طبقات الأطباء" لابن أبي أصيبعة إلى استخدام قبة مكيفة في قصر الخليفة هارون الرشيد، حيث تم وضع الثلج حول القبة لتبريد الهواء. كما ذكر المقريزي أن المصريين في ذلك العصر لم يضطروا لدخول السراديب خلال الصيف، وكان الأثرياء يستخدمون قباب الخيش أو بيوت الخيش للبقاء هادئين.
مصائد الرياح: مكيفات الهواء في عصر الإمبراطورية الفارسية
في الإمبراطورية الفارسية القديمة، تم استخدام "مصائد الرياح" أو الأبراج الهوائية، التي كانت بمثابة مكيفات هواء تعمل باستخدام الرياح الطبيعية. كانت هذه الأبراج مصممة للسماح للرياح الباردة بالدخول عبر فتحات في القاعدة، بينما يتم إخراج الهواء الساخن من الفتحات الموجودة في الجزء العلوي. وقد وفرت هذه الأبراج تبريدًا فعالاً للمباني والمنازل في جميع أنحاء الإمبراطورية الفارسية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً