تحركٌ فرنسي - أميركي... وفرصة أخيرة أمام لبنان
مقدمة
تكتسب زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى بيروت أهمية كبيرة في ظل جهود متجددة لتجنب المزيد من المخاطر التي تواجه لبنان، ولا سيما من خلال العمل على إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتبريد الجبهة الجنوبية.
المسعى الفرنسي الأمريكي
من المتوقع أن يحمل الوزير الفرنسي مبادرة لتهدئة الوضع الأمني في الجنوب، بالتزامن مع إجراء المستشار الرئاسي الأمريكي آموس هوكستين مباحثات في تل أبيب حول نفس الهدف، ومن المتوقع أن ينتقل بعدها إلى بيروت.
ترى المصادر السياسية أن المساعي الدبلوماسية الفرنسية والأمريكية تمثل الفرصة الأخيرة التي يجب على المسؤولين اللبنانيين التقاطها قبل انشغال الإدارة الأمريكية بانتخابات الرئاسة في تشرين الأول المقبل، حيث ستتركز الجهود الأمريكية على الداخل وقد يصعب حينها الاهتمام بالأمور الخارجية.
متطلبات الحل
يأمل المسؤولون اللبنانيون في أن تساعد المبادرة الفرنسية الأمريكية في التوصل إلى حل شامل في جنوب لبنان، ينطلق من تطبيق القرار 1701 وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الجنوبي من بلدة الغجر مقابل إعادة تموضع حزب الله بعيدًا عن الخط الأزرق.
يرى خبراء سياسيون أن العودة إلى تطبيق القرار 1701 وإعادة ترسيم الحدود البرية والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والعودة إلى اتفاقية الهدنة هو في حد ذاته انتصارًا للمقاومة، ويجب عدم تضييع الفرصة الحالية حفاظًا على دماء الشهداء.
الموقف الداخلي
يعتبر النائب السابق شامل روكز أن ملف الجنوب أصبح قضية دولية تتعلق بالولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في ارتباط حزب الله بوحدة الساحات.
ويشدد روكز على أهمية عملية تثبيت الحدود وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وإعادة ترسيم الحدود البرية، رغم الدمار والتكلفة الباهظة، ويعتبرها انتصارًا عظيمًا باستعادة الأراضي المغتصبة.
يدعو روكز إلى تهدئة الأجواء وخلق مناخ تفاهم بالحد الأدنى، لأن التوتر الداخلي لا يخدم الحل، ويؤكد على أن التفاهم الداخلي مطلوب أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في خلق جو خارجي داعم للبنان.
الخلاصة
تبقى معرفة الطرح الذي سيحمله الوزير الفرنسي والاستجابات التي سيسمعها في بيروت، وكذلك تقاطع ذلك مع تحركات هوكستين، لكي تتضح معالم المرحلة المقبلة في ظل المخاطر القائمة. ويطرح السؤال عما إذا كانت المبادرة الحالية تمثل بالفعل الفرصة الأخيرة كما يُشاع؟
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً