بعد 200 يوم... فشل متراكم لمنظومات الاحتلال في إخماد جذوة المقاومة في غزة
فشل ذريع للاحتلال الإسرائيلي بعد 200 يوم من العدوان على غزة
بعد مرور 200 يوم على العدوان على قطاع غزة، فشل الاحتلال الإسرائيلي بشكل ذريع في تحقيق أهدافه المعلنة. ولم ينجح إلا في تحقيق أرقام قياسية في القتل والاجرام وتدمير مساحات شاسعة من القطاع. كما أجبر العدوان المستمر 85 بالمئة من سكان القطاع على النزوح، وأدى إلى استشهاد 34 ألفا و 183 شهيدا وإصابة 77 ألفا و 143 آخرين.
فشل متراكم وزلزال داخل منظومة الاحتلال
أجمع الكتاب والمحللون السياسيون على أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي حدد عند انطلاق العملية العسكرية أهدافا رئيسية، مثل القضاء على حماس واستعادة المحتجزين لدى فصائل المقاومة وإنهاء أي تهديدات من قطاع غزة قد غرق اليوم في وحل غزة وأغرق معه منظوماته الأمنية والعسكرية والسياسية.
وأدى هذا الفشل المتراكم إلى حدوث زلزال داخل مجلس الحرب الإسرائيلي وتبادل الاتهامات بين الأعضاء وتحميل بعضهم البعض المسؤولية. كما قوى شوكة المعارضة التي باتت تتهم نتنياهو بالمسؤولية الكاملة عن الخسائر الجسدية والمادية والمعنوية التي لحقت بالكيان.
استنزاف الجيش الإسرائيلي وضعف الردع
وصل عدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 605 قتلى وأكثر من 3294 مصابا وأكثر من ألفي جندي معاق. ما يطرح السؤال عن إمكانية إدارة حرب لا يعرف أحد وسيلة فعالة لتحقيق أهدافها في حين يقترب نتنياهو من استنزاف غضب جزء كبير من المؤيدين له.
علق الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق على ذلك بقوله: "200 يوم وغلاف مستوطنات غزة تحت القصف وبات باليستياً وعبر مسيّرات، وأيضا أبو عبيدة ما زال يخرج صوتا وصورة والمقاومة توثق عملياتها ما يعني أن القيادة والتحكم مستمران".
وتابع "شروط المقاومة لا تغيير عليها بل الإصرار يزداد ما يدلل على قوة لم تتأثر في حين يفشل جيش الاحتلال في السيطرة على بيت حانون شمالا ويتجهز لمحاولة الانقضاض على رفح رغم أن الردع الإسرائيلي يزداد ضعفا".
وأشار إلى أنه "وبعد 200 يوم من القصف والقتل يحاول الاحتلال التمركز في المنطقة الشرقية للقطاع لفصلها عن الوسط والجنوب ومنع النازحين من العودة وإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر من السياج الفاصل داخل القطاع لكن هذا التمركز سيجعل القوات صيدا سهلا للمقاومة التي تواصل تنفيذ ضربات في مناطق لم يتوقع الاحتلال أن يؤتى منها بعد ما ألحقه بها من دمار".
أخطاء قاتلة لحكومة نتنياهو
رأت صحيفة هآرتس العبرية أن حكومة بنيامين نتنياهو ارتكبت بعد تنفيذ عملية طوفان الأقصى أخطاء قلصت من قدرة الاحتلال الإسرائيلي على حسم الحرب في غزة لمصلحتها وتهدد بإلحاق هزيمة بها. من هذه الأخطاء:
- مماطلة حكومة نتنياهو في السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
- تأثير تباهي الضباط والجنود بجرائمهم وتوثيقها.
- تجاهل حكومة نتنياهو لآلام عوائل الأسرى الإسرائيليين.
فشل مركب ومتعدد الأوجه
أشارت مجلة إيكونوميست البريطانية إلى أن هناك أوجه كثيرة لفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في هذه الحرب:
- الفشل الاستراتيجي: بسبب رفض السياسيين الإسرائيليين أي قوة فلسطينية بديلة تسيطر على غزة.
- الطريقة التي خاض بها جيش الاحتلال هذه الحرب وارتكاب مستويات عالية من الدمار وقتل المدنيين.
- دور الجيش في عرقلة جهود المساعدات لسكان غزة.
وأكدت إيكونوميست أن الوضع لا يبشر بالخير وأن الحرب في غزة لم تنته بعد ولا تزال الخطوة التالية لإسرائيل غير واضحة.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة بدعم أمريكي وأوروبي، حيث يتعرض القطاع لقصف مستمر من الطائرات والبحر ما يتسبب في مزيد من الدمار والخسائر في الأرواح.
الدروس المستفادة من فشل الاحتلال
كشفت الحرب على غزة عن فشل ذريع لمنظومات الاحتلال الإسرائيلي، وبرزت الحاجة إلى استراتيجيات جديدة للصراع على المدى الطويل مع المقاومة الفلسطينية. يجب أن تشمل هذه الاستراتيجيات الأدوات السياسية والدبلوماسية بالإضافة إلى العسكرية. كما يجب أن تستند إلى فهم عميق للديناميكيات المعقدة للصراع والرغبة في التوصل إلى حل عادل ومنصف.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً