أوبراليون عالميون يصدحون باللغة العربية في أوبرا «زرقاء اليمامة» بالرياض

أوبرا «زرقاء اليمامة» تحيي اللغة العربية في الرياض

تتغنى أوبرا «زرقاء اليمامة» باللغة العربية الفصحى، وهي أول أوبرا سعودية وأضخم عرض عربي من إنتاج هيئة المسرح والفنون الأدائية. تناقل أوبراليون عالميون نص الأوبرا العربي لأول مرة على أرض المملكة، حيث يقدم العرض لوحة فنية تستحضر أحداثاً من عصر ما قبل الإسلام.

وتستمد الأوبرا محتواها من القصة المتوارثة في شبه الجزيرة العربية عن «زرقاء اليمامة»، المرأة الحكيمة التي أنذرت قومها من غزو وشيك، لكنهم لم يصدقوها، فباغتهم الأعداء وقضوا عليهم. وتتواصل عروض الأوبرا حتى الرابع من مايو المقبل.

فريق عمل عالمي يزخر بالمواهب

شارك في إعداد أوبرا «زرقاء اليمامة» فريق عمل عالمي متميز، حيث ألف النص الشاعر والكاتب السعودي صالح زمانان، ولحن العمل الملحن الأسترالي لي برادشو، وأخرجه السويسري الإيطالي دانييل فينزي باسكا. وتؤدي المقطوعات الموسيقية أوركسترا دريسدن سينفونيكر والجوقة الفلهارمونية التشيكية. كما أسهمت مصممة الأزياء جيوفانا بوزي وفريقها في تصميم أزياء تعكس روح الأوبرا والجماليات البصرية لعصر ما قبل الإسلام.

وحرص الملحن لي برادشو على استلهام المقطوعة الموسيقية الأوبرالية من عناصر في الموسيقى العربية والتراث السعودي، كما اعتمد الأساليب الموجودة في المقطوعات الموسيقية الأوبرالية العالمية لموزارت وفيردي وبوتشيني. واقتضت المهمة منه قضاء شهور في المملكة للتعرف إلى تراثها الموسيقي.

لغة عربية ورسائل رمزية

تؤدي الأوبرا مجموعة بارزة من الأسماء العالمية، من بينهم مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي، التي تعلمت العربية خصيصاً لأداء دورها كـ «زرقاء اليمامة». كما يشارك فنانون عالميون آخرون، إلى جانب مواهب سعودية مثل خيران الزهراني وسوسن البهيتي وريماز عقبي. ويبلغ عدد الممثلين الإضافيين في العمل نحو 100 ممثل، ونحو 12 طفلاً، فيما يبلغ عدد عازفي الأوركسترا 62 عازفاً.

تستمد أوبرا «زرقاء اليمامة» قصتها وروحها ولغتها من ثقافة الجزيرة العربية، وتجسد مأساة تاريخية ترمز أيضاً لأحزان الإنسان المعاصر في العالم، دون أن تخلو من طيف الأمل الذي يبشر بغد مزدهر. وتهدف هيئة المسرح والفنون الأدائية من خلال هذا العمل الفني إلى التعريف بالتراث الثقافي العربي وإثراء المشهد الثقافي الوطني، إلى جانب صناعة عمل أوبرالي يوظف التراث الموسيقي والاستعراضي لرفع إقبال الجمهور على فن الأوبرا وتقديم أفضل التجارب الفنية والثقافية.