الذكاء الاصطناعي يكشف مكان قبر أفلاطون
الذكاء الاصطناعي في رحلة اكتشافية عبر الزمن
يواصل الذكاء الاصطناعي إحراز تقدم مذهل في مجالات متنوعة، من إنتاج الفيديو وحتى الطب. واليوم، يخطو الذكاء الاصطناعي خطوة جريئة جديدة في عالم الاكتشافات القديمة.
فك رموز مخطوطات هيركولانيوم
في جامعة بيزا بإيطاليا، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لفك رموز مخطوطة ورقية تعود إلى مدينة هيركولانيوم القديمة. هذه المدينة، التي كانت قريبة من بومبي، دُمرت بسبب ثوران بركان جبل فيزوف عام 79 ميلادي.
تُعد المخطوطة واحدة من مجموعة من 1800 مخطوطة دُفنت في فيلا البرديات، وهي ملك لعائلة يوليوس قيصر. ولأن هذه المخطوطات متفحمة وهشة للغاية، يجب فك شفرتها باستخدام تقنيات غير تلامسية.
باستخدام التصوير فوق الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والتصوير المقطعي التوافقي البصري، استطاع الباحثون ترجمة حوالي 30% من المخطوطة، أي ما يعادل ألف كلمة. وكشف النص عن مكان دفن الفيلسوف اليوناني أفلاطون في حديقة الأكاديمية الأفلاطونية في أثينا.
كما أظهرت المخطوطة أن أفلاطون قد تم بيعه كعبد في عام 404 أو 399 قبل الميلاد، وليس في 387 قبل الميلاد كما كان يعتقد المؤرخون سابقًا.
الذكاء الاصطناعي يغير وجه التاريخ
يثبت هذا الاكتشاف مدى قوة تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين فهمنا للتاريخ. ويمكن لهذه التقنيات الكشف عن أسرار جديدة حول الحضارات القديمة وأبرز شخصياتها.
وقد جاء هذا الإنجاز في أعقاب نجاح الذكاء الاصطناعي في مسابقة فيزوف العالمية التي أُطلقت لفك رموز مجموعة كاملة من مخطوطات هيركولانيوم. وتُعد هذه المخطوطات المكتبة السليمة الوحيدة المتبقية من العصور القديمة ويمكن أن توفر نظرة ثاقبة غير مسبوقة على التاريخ.
تستند التكنولوجيا الأساسية لمسابقة فيزوف إلى الجمع بين التصوير المقطعي المحوسب والتعلم الآلي. وقد تم تدريب نموذج التعلم الآلي على قراءة النصوص المتفحمة باستخدام خوارزميات متطورة.
تحديات وتحسينات
يواجه الباحثون بعض التحديات، مثل تطبيق النماذج على المخطوطات الكاملة بدلاً من الأجزاء وتحسين دقة النموذج من خلال جمع المزيد من البيانات. كما يعملون على هندسة نماذج التعلم الآلي للكشف عن الأنماط التي تستخدمها في التعرف على الحبر.
وفي تحدي فيزوف لهذا العام، سيتنافس المشاركون على قراءة مخطوطات كاملة من خلال توسيع نطاق تجزئة اللفائف وفحصها. ويطمح الباحثون إلى قراءة 90% من المخطوطات بحلول عام 2024.
إمكانات لا حصر لها
يُعد اكتشاف جامعة بيزا شهادة على الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي. ويمكن لهذه التقنيات الكشف عن أسرار تاريخية كانت مستعصية على أساليب البحث التقليدية.
علاوة على ذلك، يرى الباحثون أن تقنيات التعلم الآلي يمكن أن تعزز الاكتشافات في مجالات أخرى، مثل التصوير الطبي، حيث يمكن استخدامها لتحسين دقة التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً